فصل في ذكر ما يشهد بفضل أهل البيت $ على طريق الجملة
  وزوجه ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين، مع كثرة خطابها من سادات العرب، وقال لها: زوجتك أعلمهم علماً، وأقدمهم سلماً.
  ولم ينقم منه طول صحبته(١)، ولا أنكر عليه شيئاً من قوله وفعله، بل أنكر على من شكاه معرضاً عنه قائلاً له: «مالكم ولعلي علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة» ولما تم أمر ربه، وأكد أمره نزل(٢) قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} بما خلفه من الكتاب والعترة، هذا سوى ماكان منه إليه من صغره إلى كبره، فإنه عند ولادته غسله وسماه، وفي حجره المبارك رباه، ولما بعث كان أول من أجابه، وصلى معه، وكان كشاف الكرب عن وجه رسول الله ÷ وذاباً عن الدين ابتغاء رضاء الله، وكان مجمعاً لكل الخصال من العلم، والزهد، والشجاعة، والسخاوة، وماكان عليه من أخلاقه المعروفة، وفضائله المشهورة، فصلوات(٣) الله عليه وعلى آله.
(١) في (ب): مدته.
(٢) في (ب): أنزل الله قوله تعالى.
(٣) في (ب): صلى الله عليه وعلى آله وسلم.