[حديث المباهلة]
  فقدم على رسول الله ÷ وأسلم، قال: وأقبل القوم حتى مروا باليهود في بيت مدارسهم فنادوا: يابن صوريا، ياكعب بن الأشرف أنزلوا إخوة القردة والخنازير، فنزلوا فقالوا لهم: هذا الرجل عندكم منذ كذا وكذا، وقد غلبكم احضروا لنمتحنه غداً، فأتوا النبي ÷، فبركوا بين يديه، فتقدم الأسقف، فقال: يا أبا القاسم موسى من أبوه؟ قال: عمران، قال: فيوسف من أبوه؟ قال: يعقوب، قال: فأنت من أبوك؟ قال: عبدالله بن عبد المطلب، قال: فعيسى من أبوه؟ فسكت النبي ÷ ينتظر الوحي، فهبط جبريل # بهذه الآيات: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}[آل عمران: ٦٠]، فقرأها عليهم، قال: فنزأ الأسقف، ثم دق به فغشي عليه، ثم رفع رأسه، فقال: تزعم أن الله أوحى إليك أن عيسى خلقه من تراب أتجد هذا فيما أوحي إليك، ولانجده نحن فيما أوحي إلينا، ولاتجده اليهود هؤلاء فيما أوحي إليهم قال: فهبط جبريل بهذه الآية: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} قالوا: أنصفت يا أبا القاسم فمتى نباهلك؟ قال: غداً إن شاء الله، فانصرفوا، فقال: رئيس اليهود لأصحابه انظروا هذا الرجل، فإن(١) هو خرج غداً في عدة من أصحابه فباهلوه فإنه كذاب، وإن هو خرج في خاصة من أهل بيته، فلا تباهلوه، فإنه نبي، ولئن باهلناه لنهلكن، وقالت النصارى: والله إنا لنعلم أنه النبي الذي كنا ننتظر ولئن باهلناه لنهلكن، ولا نرجع إلى أهل ولا مال، فقالوا: فكيف نعمل؟ قال الأسقف أبو الحارث: رأينا رجلاً كريماً نغدوا عليه فنسأله أن يقيلنا، فلما أصبحوا
(١) في (ب): فإذا.