تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[حديث المباهلة]

صفحة 48 - الجزء 1

  اجتمع النصارى واليهود، وبعث النبي ÷ إلى أهل المدينة، ومن حوله من أهل العوالي، فلم يبق بكر لم تر الشمس إلا خرجت فاجتمع الناس ينظرون خروج النبي ÷، فخرج النبي⁣(⁣١) ÷ بأبي هو وأمي وعلي من بين يديه، والحسن عن يمينه قابض بيده، والحسين عن شماله، وفاطمة خلفه، ثم قال: هلموا فهؤلاء أبناءنا الحسن والحسين، وهؤلاء أنفسنا لعلي ونفسه، وهذه نساؤنا لفاطمة، قال: فجعلوا يتسترون بالأساطين، ويستتر بعضهم ببعض تخوفاً أن يبدأهم بالملاعنة، ثم أقبلوا حتى بركوا⁣(⁣٢) بين يديه، ثم قالوا: أقلنا أقالك الله يا أبا القاسم، قال: أقيلكم على⁣(⁣٣) أن تجيبوني إلى واحدة من ثلاث.

  قالوا: هات.

  فقال: أدعوكم إلى الإسلام، فتكونون إخواننا لكم مالنا وعليكم ماعلينا.

  قالوا: لاسبيل إلى هذه⁣(⁣٤).

  قال: جزية نفرضها عليكم تؤدونها إلينا كل سنة، وأنتم صغرة.

  قالوا: لاسبيل إلى هذه، فهات الثالثة.

  قال⁣(⁣٥): الحرب.


(١) في (ب): فخرج نبي الله.

(٢) في (ب): حتى جثوا.

(٣) في (ب): بدون: على.

(٤) في (ب): لا سبيل إلى ذلك فهات الأخرى.

(٥) في (ب): زيادة: كما قال الله تعالى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}⁣[الأنفال: ٥٨] قالوا لا طاقة لنا بحربك.