[حديث المباهلة]
  قالوا: لاطاقة لنا بك، فصالحوه على ألفي حلة ألف في رجب، وألف في صفر، وعلى عارية ثلاثين درعاً، وثلاثين رمحاً، وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد، ورسول الله ÷ ضامن بها حتى يؤديها إليهم.
  فقال ÷: «والذي نفسي بيده لو باهلتهم مابقي على وجه الأرض منهم أحد، ولقد حشر علي بالطير والعصافير من رؤوس الشجر لمباهلتهم»، فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد، والعاقب إلا يسيراً حتى رجعا إلى النبي ÷، وأهدى له العاقب حلة وعصا وقدحاً ونعلين وأسلما(١)».
  واختلف الشيعة في المعنى الذي لأجله دعا رسول الله ÷ إلى المباهلة علياً وفاطمة والحسن والحسين $ دون غيرهم من أكابر الصحابة ¤، وقالوا فيه أقوالاً.
  فمنهم من قال: إنما خصهم ليبين منزلتهم، وأنه ليس في أمته بعده من يساويهم في الفضل وتنبيهاً على غاية الفضل لهم كماله ÷.
(١) وممن روى هذا الخبر أيضاً - أي خبر المباهلة - غير من ذكره الحاكم، قال الإمام الحافظ الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي أبقاه الله: [ولا نزاع في هذا بين العترة والأمة، وممن روى ذلك الحسن، والشعبي، والسدي، والحاكمان الجشمي والحسكاني، وأبو نعيم، والثعلبي، والخوارزمي، والزمخشري، والبيضاوي، والرازي، وأبو السعود ... إلى قوله: وأخرجه محمد بن يوسف الكنجي، وقال: أخرجه مسلم في صحيحه، وقال في موضع آخر من مناقبه: وأخرجه أحمد بن حنبل عن غير واحد من الصحابة]، انتهى.