تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[ذكر بعض من فضائل علي $]

صفحة 52 - الجزء 1

  وروي أنه قال: «يا بريده لاتبغض علياً فإنه مني وأنا منه إن الناس خلقوا من شجرة، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة».

  وروي أنه ÷ سئل عن بعض أصحابه وذكرهم بخير، فقال له قائل: فعلي، فقال ÷: «إنما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي».

  وروى جماعة أنه لما انهزم الناس يوم أحد وبقي علي # يجاهد عن الدين، ويعين بنفسه رسول الله ÷، ويقاتل القوم حتى فض جمعهم وانهزموا، فقال جبريل # لرسول الله: (إن هذا لهي المواساة) فقال ÷، يا جبريل: «إنه مني وأنا منه» فقال جبريل: (وأنا منكما)⁣(⁣١) فأجرى رسول الله ÷ علياً مجرى نفسه كما تضمنت الآية ذلك في قوله: {وَأَنْفُسَنَا} لأن المراد به النبي ÷ وعلي، فلا يقال: إن المراد بقوله:


= في حديث قال ÷: «أتبغض علياً؟»، قال: قلت: نعم، قال رسول الله: «فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حباً، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة»، وهو في خصائص النسائي، وذكر القصة بطولها، وقال في آخره: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله ÷ أحب إليَّ من علي ¥.

ولهذا الحديث ألفاظ كثيرة غير هذه بروايات مختلفة وطرق كثيرة متظافرة.

(١) أخرجه أحمد بن حنبل في المناقب، وصاحب الرياض النضرة المحب الطبري ج ٢ ص ١٧٢، وعلي بن سلطان في مرقاته ج ٥ ص ٥٦٨، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٦ ص ١١٤، وقال: رواه الطبراني، وذكره في كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٠، وقال: رواه الطبراني.