تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[ذكر بعض من فضائل علي $]

صفحة 53 - الجزء 1

  وأنفسنا النبي وحده لأنه الداعي فلابد أن يكون المدعو غيره، وتواتر النقل⁣(⁣١) أنه علي #، ثم ورد آثار آخر⁣(⁣٢) تؤيد ماذكرنا.

  وروى السيد الإمام أبو طالب بإسناده عن جعفر⁣(⁣٣) عن آبائه أن النبي ÷ قال لعلي: «أنت فارس العرب، وقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وأنت


(١) تواتر النقل بمعنى أنه أجمع كل من روى قصة المباهلة بأن رسول الله ÷ لم يخرج أحداً من الناس، ولا من الصحابة إلا أهل بيته: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين $، فعلي ورسول الله أنفسنا.

ومما يؤيد هذا، قول الرسول ÷: «لينتهن بنو ربيعة أو لأبعثن عليهم رجلاً كنفسي ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية» فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي: من يعني؟ قلت: إياك يعني وصاحبك، قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل، قال: وعلي يخصف النعل، أخرجه النسائي عن أبي بن كعب، ولهذا الحديث رواية متعددة بألفاظ متقاربة، في مسند أحمد بن حنبل عن أبي ذر، والطبري في ذخائر العقبى.

(٢) في (ب): آثار كثيرة.

(٣) جفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب $، أبو عبدالله، الهاشمي، الحسيني، أحد الأئمة الأعلام، هداة الأنام، وحجج الله على سائر البرية، وخير الخلق والخليقة، ولد # سنة ثمانين من الهجرة، أمه أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، كان من عماء أهل البيت في عصرة، والمرجوع إليه في دهره، كان من المبايعين للإمام زيد بن علي #، والمعترفين بإمامته، والعارفين بفضله، وقد تجنب البخاري الرواية عنه، وقال فيه يحيى بن سعيد القطان: مجالد أحب إلي منه، وهذه مقالة تدل على شدة بغضه ومعاداته لأهل البيت النبوي، وفيه يقول القائل: =