تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[خبر المؤاخاة]

صفحة 55 - الجزء 1

  «ياعلي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق مني في الموقف يوم القيامة، ومنزلك مواجه منزلي في الجنة كما يتواجه منزل الأخوين في الله، وأنت الولي، وأنت الوزير، والوصي والخليفة في الأهل والمال، والمسلمين في كل غيبة، وأنت صاحب لوائي


= الأئمة الأعلام، وقائد العصابة المرضية، والطائفة الزيدية، ولد # سنة ٧٥ للهجرة، ودعا إلى الله تعالى في عصر هشام بن عبد الملك الكافر اللئيم، والأحول الذميم، خرج داعياً إلى الله وإلى العمل بكتاب الله، وسنة رسوله ÷، خرج رافعاً راية الحق والإيمان، فأجابته جميع الطوائف الإسلامية كما قال الإمام أبو طالب #: [فلم يكن المرجئ أسرع إليها من القدري، ولا القدري أسرع إليها من الخارجي] إلا فرقة من الفرق الضالة التي رفضت إمامته #، ورفضت الجهاد معه، وهم الرافضة الإمامية الذين قالوا: إن الإمامة في إبن أخيه جعفر الصادق #.

وبايعه # عظماء أهل البيت وشرفائهم، وأجمع الموالف والمخالف على إمامته إلا الرافضة كما ذكرنا، وأحصى ديوانه خمسة عشر ألف مقاتل، ووردت عليه الكتب من جميع النواحي والبلدان، وواعدهم للنهوض في أول شهر صفر فاضطره الأمر إلى الخروج قبل ذلك، لشدة مطاردة هشام بن عبد الملك له، فخرج # ليلة الأربعاء لخمس ليالٍ بقيت من شهر محرم الحرام، فقاتل الأربعاء والخميس والجمعة قتالاً شديداً، ولم يخرج معه إلا ما يقرب من خمسمائة مقاتل، وفي ليلة الجمعة أتاه سهم في جبينه، فصرعه، وكانت فيه منيته، ثم دفنه أصحابه، فعلموا بقبره فنبشوه، وأخرجوه، وصلبوه ما يقرب من سنتين، وقيل: أربع سنوات، ثم أحرق وضرب حتى صار كالرماد ثم ذروا جسده الشريف في الفرات في أيام الوليد بن عبد الملك الأموي - لعنه الله -، وقد وردت فيه # الأخبار الصحيحة المتواترة الدالة على فضله وشرفه، وأنه يقتل شهيداً، ويصلب ويحرق ويذر في الفرات، وكذلك أهل البيت $ مجمعون على إمامته وفضله، ويتشرفون ويفتخرون بالإنتماء إليه، والإعتزاء إلى مذهبه الشريف، انظر التحف شرح الزلف ص ..، الشافي ص ... ، الحدائق الوردية (خ)، الزحيف (خ)، اللآلي المضيئة (خ).