تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[خبر المؤاخاة]

صفحة 56 - الجزء 1

  في الدنيا والآخرة، وليك وليي، ووليي ولي الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله تعالى⁣(⁣١)»).

  وروى الإمام الناصر للحق⁣(⁣٢) # بإسناده عن أبي ذر⁣(⁣٣) | قال: وهو مسند ظهره إلى الكعبة: أيها الناس هلموا أحدثكم بما سمعت نبيكم ÷


(١) أخرجه الإمام المؤيد بالله في أماليه الصغرى مسنداً عن علي # ص ١٠٧، وأخرجه الإمام المرشد بالله أماليه ١/ ١٤١ عن علي #، وأخرجه أيضاً الإمام أبو طالب في الأمالي من طريق زيد بن علي، عن آبائه، عن علي # ص ٦٥، وأخرج نحوه صاحب شمس الأخبار عن علي # بلفظ: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأقرب الخلائق مني في الموقف يوم القيامة، منزلي يواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزلي الأخوين في الله، وأنت الولي والوزير والوصي والخليفة في الأهل والمال والمسلمين في كل غيبة، ولم يذكر بقية الحديث، وله شواهد كثيرة تشهد بصحته بعضها روي فيها أول الحديث، وبعضها آخره، وبعضها بألفاظ مختلفة متحدة في المعنى.

(٢) الناصر للحق، هو: الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، الملقب بالناصر الأطروش، والناصر للحق، والناصر الكبير.

ولد # بالمدينة المنورة سنة ٢٣٠ هـ، أحد الأئمة الزيدية العظماء الذين لم يشهد لهم مثيل في التاريخ الإسلامي علماً، وعملاً، وزهداً، وورعاً، وعبادةً، وشجاعةً، وجهاداً، ودعاءاً إلى دين الله، كان من أئمة الزيدية في الجيل والديلم، وهو ثالث الأئمة الدعاة في نواحي جيلان وديلمان وطبرستان، ويعتبر المؤسس للدولة الزيدية في تلك النواحي بعد الإمامين الداعيين: الحسن ومحمد ابنا زيد @، وكان عادلاً، حسن السيرة، مقيماً للحق، ويعتبر الناصر # إماماً من أئمة اللغة والأدب، وممن يحتج بكلامه، ويستدل به في الناحية اللغوية، ومن تتبع آثاره علم صحة ما قلنا، ويروى أنه أسلم على يديه من عباد الشجر والحجر ألف ألف نسمة، وأسلم على يديه في يوم واحد خمسة عشر ألف نسمة، وله الكرامات الكثيرة، والفضائل الشهيرة، والمناقب المنيرة، التي تشهد بفضله وعظيم منزلته، ودعا إلى الله سبحانه وتعالى سنة ٢٨٤، وتوفي سنة ٣٠٤، في ٢٥ شعبان عن أربع وسبعين =