تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[بعض فضائل الحسن والحسين ª]

صفحة 70 - الجزء 1

  أبغضهما فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه⁣(⁣١)».

  وعن عائشة⁣(⁣٢)، وأم سلمة⁣(⁣٣) أن النبي ÷: اشتمل بالعباة وقد ألصق صدر علي إلى صدره، وصدر فاطمة إلى ظهره، والحسن عن يمينه، والحسين عن


=

(٤) سلمان الفارسي - سلمان الخير - أبو عبدالله مولى رسول الله ÷ كان من قرية من قرى أصفهان، وقصة إسلامه طويلة، وكانت أول مشاهده غزوة الخندق، وهو الذي أشار عليهم فيها بحفر الخندق، وفيها قال له رسول الله ÷: «سلمان منا أهل البيت» ولم يتخلف بعدها عن مشهد، وكان من فضلاء الصحابة وزهادهم، وأحد النجباء والمخصوصين بالبشارات من الله ورسوله، المدرك للعلم الأول والآخر، البحر الذي لاينزح بشهادة سيد الوصيين، وكان من خلص أصحاب علي # المقربين إليه، توفي رحمة الله عليه بالمدائن عام ٣٥ خمس وثلاثين بعد أن عمر على ما قيل ثلاث مائة وخمسين سنة رحمة الله عليه.

(١) هذا الحديث أخرج نحوه عن سلمان، قال: قال رسول الله ÷: «الحسن والحسين من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله، أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم»، بهذا اللفظ الكنجي وأبو نعيم، والحافظ ابن عساكر، وأخرجه الإمام أبو طالب عن زاذان، عن سلمان، وابن ماجه، والحاكم في المستدرك، انتهى من تخريج الشافي.

(٢) عائشة بنت أبي بكر، زوجة رسول الله ÷ تزوجها في السنة الثانية بعد الهجرة، وعقد بها قبل الهجرة في مكة، وهي بنت ست سنين، وبنا بها بالمدينة، وهي بنت تسع سنين، وتوفي عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة وهي التي خرجت على أمير المؤمنين # في معركة الجمل مع طلحة والزبير، وفيها قال رسول الله ÷: «أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، فتنبحها كلاب الحوأب»، وفي رواية: «إياك أن تكونيها يا حميراء» فلما بلغت الحوأب سألت عنه، فقيل: الجوأب بالجيم، وكانت أول شهادة زور في الإسلام، وقتل في معركة الجمل ما =