تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[بعض مقامات أمير المؤمنين علي # في الجهاد]

صفحة 93 - الجزء 1

  علي أمراً، إنه يخرج في البرد⁣(⁣١) في الملائين الخفيفين، وفي الصيف في الثوب الثقيل والحشو، قال: فسألت عن ذلك علياً، فقال: أو ماكنت معنا بخيبر؟ قلت: بلى، قال: فإن رسول الله ÷ بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع منهزماً عن أصحابه يجبن أصحابه، ويجبنونه، ثم عقد لعثمان⁣(⁣٢) لواءاً فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنونه، فقال رسول الله ÷: «والذي نفسي بيده لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله على يديه» فأرسل إليّ وأنا يومئذ أرمد، فجئته فتفل في عيني، وقال: «اللهم اكفه⁣(⁣٣) الحر والبرد» فما وجدت بعد ذلك لاحراً ولا برداً.


= الأنصاري الكوفي، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، من كبار التابعين وثقاتهم، وثقه ابن معين والعجلي، قال: أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب النبي ÷، أخذ عن أمير المؤمنين علي # وكان من شيعته ومحبيه وخواصه، وشهد معه معركة الجمل، وبايع الحسن بن الحسن الرضا، وخرج مع محمد بن عبدالرحمن الأشعث على الحجاج، استعمله الحجاج على القضاء ثم ضربه ليسب علياً #، توفي في معركة الجماجم سنة ثلاث وثمانين.

(٣) أبو ليلى الأنصاري، اسمه بلال وقيل: بُلَيْل؛ تصغير بلال، وقيل: داوود؛ وقيل غير ذلك، وكنيته أبو ليلى بن بلال بن أحيحة بن الجلاح أبو عبدالرحمن، شهد أحداً وما بعدها، نزل الكوفة، وعاش إلى زمن أمير المؤمنين علي # وشهد معه مشاهده جميعها، وقُتل بصفين سنة سبع وثلاثين.

(١) في (ب): الشتاء.

(٢) في (ب): لعمر.

(٣) في (ب): زيادة: أذى.