أغلال الديون
أغلال الديون
  وقال | وأرسلها إلى السيد الأكرم عزّ الإسلام محمد(١٠) بن أحمد ابن أمير المؤمنين
  المنصور بالله يشكو إليه ديوناً لزمته:
  ١ - لعدلك قد وجهت يابن محمد ... شكاتي عن حزن مراجله تَغلي
  ٢ - حنانيك من دهر. غدا لي مُخادِعاً ... يعاملني بالجد في صورة الهزل
  ٣ - دهتني في شرخ الشباب صروفه ... بما يذهل الخل الشفيق عن الخل!
  ٤ - رماني بنبل لم يُرش قط مثلها، ... ولا بلغت غاياتها همة النبل؛
  ٥ - وصدر دوني كل أحمق جاهل، ... وكل لئيم؛ لا يُمرُّ ولا يُحلي،
  ٦ - إلى كم أعاني الفقر فيكم، وأنتم ... لعمري أحمى من أبي الشبل للشبل،؟
  ٧ - ويظلمني صرف الزمان، وأنتم ... بكم رفعت بين الورى راية العدل؟
  ٨ - فَفُك بأيدي الجودِ أسري مُنْعِماً ... علي فإنّي من ديوني في كبل.!
  ٩ - ديون أخافتني، وَبَنت علائقي ... من الناس حتى كدت أفزع من ظلّي؛
  ١٠ - ولا زلت فينا يستغيث بك الورى، ... لِما نَاب من ضر عظيم، ومن أزل
(١) انظر ترجمته في اعلام الديوان
(١) المراجل جمع مرجل: القدر.
(٢) الحنان: الرحمة. وحنانيك: يقولها طالب الرحمة كأنه يقول: تحنّن علي حناناً بعد حنان. وفي «ف»: «في معرض الهزل».
(٣) شرخ الشباب: أوله وريعانه.
(٥) صدر: قدم.
(٨) في «ف»: «فإني من ذنوبي» وهو تصحيف.
(٩) في «ف»: «كدتُ أهرب من ظلي»، والأزل: الشدّة والضيق