أحمد بن ناصر المخلافي:
  ثم ستتوالى قصائد الديوان ومقاطعه صادحة بأنغام ساحرة، لا نسمعها إلا حين نصغي لألحان فحول الشعراء. وستكون جديدة على أسماع الكثير من أدباء العربية في الخليج ومصر والشام ونجد والحجاز والعراق وأقطار المغرب العربي.
  ولقد رأيت أن تكون ترجمة «المخلافي» بجانب «المقدمة» التي تحدثت فيها عن «الهبل» لأن «المخلافي» بوفائه النادر لصديقه قد حفظ للأدب العربي شعر «الهبل» ولولاه لما كان هذا الديوان. فله الأجر الذي تمناه في مقدمته من العزيز الرحمان، وله الشكر سيظل يدور على كل لسان، على مدى الأزمان وما دامت تردّد قول «الهبل»:
  لو كان يعلم أنها الأحداقُ ... يوم النقا ما خاطر المشتاق
أحمد بن ناصر المخلافي:
  علم من أعلام الفكر والأدب والفقه والبلاغة وعلم الكلام في اليمن خلال النصف الأخير للقرن الحادي عشر الهجري ومطلع القرن الثاني عشر، وهو ترب الهبل وزميله بل وأعز أصدقائه - كما نعرف ذلك من شعر الهبل نفسه. وكان مثله شارعاً فذا، ومن أسرة كبيرة تنتمي إلى مخلاف الحيمة لها في تلك القبيلة رئاسة وطاعة.
  وقد كان شيعياً مثل صاحبه، ولو وجد بين أصدقائه من يفي له - كما وفى هو لصاحبه الهبل - لكان ديوانه بين أيدينا. ومن يدري؟ لعله لا يزال قابعاً في إحدى زوايا الإهمال يترقب النّور، ولا شك أنّه سيكون أكبر من ديوان أخيه هذا لأنه قد عاش بعده ستة وثلاثين عاماً كلّها نصب وتعب وصراع مرير لا يستطيع أي ذي مزاج شعري - وقد كان المخلافي كذلك - إلا أن يعرب عنه ويفضي بما قاساه منه.
  ولم يترجم «الشوكاني» لأحمد المخلافي بالرغم من أنه تعرض لذكره عدة مرات في كتابه «البدر الطالع»، لكن زميل الشوكاني القاضي حسين السياغي مؤلّف «الروض النضير»؛ قد أشاد بفضله كما قلت في المقدمة، ثم جاء زبارة