ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

فاعجب لمقتول

صفحة 290 - الجزء 1

فاعجب لمقتول

  وقال:

  ١ - أما الشباب؛ فقد تحمل راحلاً، ... والشيب حطّ على عذارك نازلا؛

  ٢ - وارتد وجه العيش أسودَ حالكاً؛ ... بادي المحاق، وكان بدراً كاملاً؛

  ٣ - واها لأيام قطعت مكابداً ... حر الغرام وكن ظلاً زائلا!

  ٤ - ويقل أن أبكي لأيام الحمى، ... أو أن أكون بها لروحي باذلا.!

  ٥ - جررت أذيال الصيا فيها، ولو ... أني عقلتُ لكنت فيها خاملا.!

  ٦ - يا ليت موتي قبل أيام الصيا؛ ... أو ليتني فيها أطعت العاذلا؛

  ٧ - أيامَ أَنْحَلْتُ القوام المنثي ... ضما؛ وبددت الوشاح الجائلا؛

  ٨ - ما نبهت مني فؤاداً راقداً ... نُعس العيون، ولا دعت متثاقلا،

  ٩ - وأحبهن وهن كُن قواتلي؛ ... فاعجب لمقتول يُحب القاتِلا؟!

  ١٠ - أتراه ما علم العيون صوارماً ... قلبي؟ ولا علم القدود ذوابلا؟

  ١١ - ومليحة الدل التي في حبها ... أنفقت من صبري عليها «الحاصلا»!

  ١٢ - لم ترض من ألبابنا وعيوننا ... حتى يصرن دمالجاً وخلاخلا؛


(١) حط: نزل وهبط

(٧) أنحلتُ القوام: صيرته نحيلاً. والمنثني المتمايل. والوشاح بضم الواو: القلادة المرصعة بالجوهر. والجائل؛ من جال يجول: دار وتحرك.

(٨) نعس العيون: فاترات الجفون.

(١١) الحاصل: ما خلص؛ ومن كل شيء ما بقي وهو في لغة صنعاء ما حصله الانسان من مال، وكل ما

يملكه.

(١٢) الدمالج: واحدها دِملج ودملج: حلي يلبس في المعصم، والخلاخل واحدها خُلْخُل وخَلْخَل: حلية تلبس في الرجل. والخلخال جمعه خلاخيل. كذلك.