ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

أعلام ديوان الهبل:

صفحة 59 - الجزء 1

أعلام ديوان الهبل:

  هذا وقد ترددت أسماء الكثير من الأعلام في شعر الهبل؛ كالخمسة أصحاب الكساء (ع)، والخلفاء الراشدين (ض)، وآخرين من أصحاب الرسول ÷، وشهداء أهل البيت أيام الأمويين والعباسيين، وبعض الملوك والشعراء والعلماء والزعماء والكتاب المشهورين في تاريخ الإسلام.

  وقد أشاع أحد المتأخرين من اليمنيين الذين تصدوا لتحقيق كتب «الهمداني:»، و «الديبع»، و «عُمارة» - وليس لديهم الأهلية والكفاءة - عادة سيئة وهي إثقال هوامش الكتب التي يحققها بالتراجم المسهبة للأعلام الذين ترد أسماؤهم في تلك الكتب نقلاً عن أمهات كتب التاريخ والأدب المتداولة المشهورة فيترجم مثلاً لمعاوية بن أبي سفيان، أو أبو جعفر المنصور، أو خالد بن الوليد، أو الحجاج بن يوسف أو عمرو بن معدي كرب أو أبو نواس فاذا جاء ذكر زعيم أو شاعر، أو أديب «يمني» مجهول لم يُتَرجَمْ لَهُ، أو تُنْقَل آثاره وأخباره في الكتب المتداولة المشهورة في العالم الإسلامي أعرض عن ذكره، أو اكتفى بالقول: «لا أعلم عنه شيئا»؛ أو «لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر». وأنا لن أكرر القول مندداً بهذه الطريقة، ومفنّدا لصاحبها ومشرعها، فقد وفيته حقه في مكانه، ولكني أريد أولاً أن أحذر أبناء اليمن من هذا الأسلوب الذي لا يحقق كتب التراث بل يمحقها، وثانياً لأبين لماذا صرفت النظر عن الترجمة للمشهورين من الأعلام الذين تردّدت أسماؤهم في ديوان الهبل كالخلفاء، والملوك، والإمام زيد ابن علي، وابنه يحيى، وأولاد عمه، أو المتنبي والبحتري وزياد الأعجم وأمثالهم؛ إذ ليس هناك أديب عربي لم يقرأ أخبار هؤلاء، وآثارهم في تاريخ الطبري أو ابن الأثير، أو مقاتل الطالبيين، أو الأغاني، أو معجم الأدباء ووفيات الأعيان، وهل يمكن أن يسمّى الأديب أديبا وهو لم يدرس هذه الكتب وما يشاكلها.

  ولقد ركزت جهدي على محاولة قراءة النصوص قراءة صحيحة، وإيصالها إلى قارئها كما كتبها أو نطق بها قائلها أو جامِعُها، وذلك في نظري هو أول وآخر ما