ندم
ندم
  وقال يتجرم من الزمان؛ ومن الناس من يزعم أنّه قصد بهذه القصيدة شخصاً معيناً، ولما ذاكرته في ذلك أقسم بالله العظيم ما قالها في مُعيّن أبدا، وأن النَّاسب إليه ذلك متعمد للزور والبهتان؛ وإنما قالها تنفّسا كما هو شأن الأديب:
  ١ - لا نال منك فؤادي ما يُرجيه ... إن كَانَ طُولُ الثنائي عنكَ يُسليه؛
  ٢ - سل الصبابة عن جسمي السقيم، ولا ... تَسَلْ سَقامي فإن السقم يخفيه؛
  ٣ - ولا تسل غير طرفي عَنْ مَدامِعِهِ ... لا تأخذ الماء إلا من مجاريه؛
  ٤ - أشكو إلى اللهِ وجداً ظَلْتُ أَكتُمُهُ ... عن عاذلي ودموع العين تبديه!
  ٥ - وخاطراً قد تمادى في غوايته، ... وزاد حتى تمادى في تماديه!
  ٦ - وصَرَفَ دَهْرٍ أَصابتني نوائبه ... بكل سهم من الأحداث تبريه؛
  ٧ - سقياً لِدَهْرِ مضى لو كَانَ سَاعدني ... حَظِي لَكُنتُ بِهَذَا الدَّهرِ أَفْدِيْهِ؛
  ٨ - هَذَا الزمانُ الَّذي لَا كَانَ مِنْ زِمَن ... ولا سَقَاهُ مِنَ الوسمي ساريه،
  ٩ - مات الوفاء وأبناء الوفاء بهِ ... فالمجدُ مِنْ بَعْدِهم أقوت مغانيه؛
  ١٠ - فأينَ مَنْ يَسْتَحقُّ المدح مُبْتَذِلاً ... للمال فيه فيوفينا ونوفيه؟
  ١١ - لَهْفي عَلَى غُرِّ أَبْيَاتٍ مَدَحْتُ بها ... مَنْ لَوْ هَجوتُ لارخصت الهجا فيه!
(٤) في «ف»: «بين الورى ودموع العين».
(٨) الوسمي: مطر الربيع الأول
في «ف»: «فالدهر من بعدهم أقوت».