لحا الله دهراً *

  وأجاب عليه السيد الهادي بن احمد الجرموزي بقوله:

  سرى طيفها وهنا إلي فحياني ... فيا حبذا طيف من السقم أحياني،

  بعيد السرى يجتاب كل تنوفةٍ ... ولم يثنه عن قصد مغرمه ثاني؛!

  أيا زائراً من بعد نأي وفرقة؛ ... وعاود لما عاود النوم أجفاني.!

  بعيشك يا طيف الأحبة قل لهم؛ ... أما عطفةٌ تُرجَى على المدنف العاني؟

  وهل ذاكري أحباب قلبي على النوى؟ ... أم الحب أغرى من أحب بنسياني؟

  على أن هذا الهجر والصد منهم ... لحالان في شرع الصبابة حلوان

  وحرمة أيام الوصال التي قضت ... وطيب ليالينا بذي الرمل والبان؛

  لقد تلفت روحي اشتياقياً إليكم، ... وهاجت صباباتي إليكم وأحزاني؛

  وقد كدت أقضي بعدكم يا أحبتي، ... ومن بعدِكم ما كان بالموت أحراني؛!

  وأعيد كالغصن الرطيب إذا مشى ... من التركِ فتاكِ اللواحظ فتان؛

  يرنحه سكرُ الصَّبابة والصبا ... كما رنّحت ريحُ الصَّبا غُصن البانِ؛

  كلفت به كالبدر حل بسعده ... وعاصيتُ فيه كل من ظل يلحاني؛

  ولم أنس في «نعمان» يوماً جنيت من ... أزاهر خديه شقائق نعمان؟

(*) لم يثبت جامع الديوان أو ناسخه في «ن» من قصيدة «الهادي الجرموزي» إلا البيتين «سرى طيفها» و «بعيد السرى» أما في «ف» فقد أثبتها كاملة، وقد آثرت ذلك أيضاً لأن الشاعر «الهبل» قد طالب بها كجواب.