ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

وجاء دور «الرافض ... المرفوض»:

صفحة 27 - الجزء 1

  دور الأستاذ الدكتور عبد الرحمن البيضاني والمخابرات المصرية، قبل الثورة وبعدها ووسائل الدهاء والمكر التي غسلت أذهان الشباب والسذج حتى كاد أن. يصبح من المسلّمات أن المذهب الزيدي ورجاله بل وفئة معينة من أتباعه، هم أصل البلاء والشر، وكاد أن ينسى الناس أن الطلائع الأولى من الأحرار الذين نادوا بالدستور والشورى والعدل والحرية والمساواة كان معظمهم منهم أمثال محمد زباره وعبد الله العزب وعلى الشماحي وأحمد عبد الوهاب الوريث؛ بل وأن معظم شهداء ثورة الدستور» سنة ١٩٤٨ م ١٣٦٧ هـ - أمثال حسين الكبسي، وعزيز يعني، وأحمد الحورش، وعبد الله الوزير، وأحمد البرّاق، وزيد الموشكي، وعلي الوزير وابراهيم بن الإمام يحيى، وأحمد المطاع، والعشرات من زملائهم كانوا «زيوداً» مخلصين؛ ولو شئت لذكرت معظم رجال حركة انقلاب سنة ١٩٥٥ م ثم ضباط الثورة التي أعلنت الجمهورية سنة ١٩٦٢ م / ١٣٨٢ هـ.

وجاء دور «الرافض ... المرفوض»:

  نعم؛ لقد ظلت النفثات الطائفية والعنصرية تنبت في الأفكار وتعمق في النفوس كراهية «الزيدية»، وكل ما يمت إليها من فكر أو فقه أو شعائر، أو أدب أو تراث، وقوى خارجية معيّنة تغذي هذه الحملة الشرسة؛ فإذا ذُكِرَ «الهَبلُ» مثلاً - قال داعيتهم: هذا شاعر «الزيدية» أي الرجعية والتخلف والجمود و «الإمامة»، بمفاهيمها، بل وبهيكلها الأخير الذي لم يعرف اليمنيون أثناء دولته إلا الفقر والجهل والمرض. فينفعل هذا «الزيدي» بالوراثة أو الجغرافيا، ويُشارك أولئك الذين تحدثنا عنهم في غمط حقوق «الهبل»، وظلمه وهو لا يعرف عنه ولا عن شعره شيئا.

  حتى إذا تمت المصالحة الوطنية، ودخل الجميع في ظلال «الجمهورية» مختارين - بعد انسحاب القوات والمساعدات، ووقوف التدخلات الأجنبية، وتحت شعار لا غالب ولا مغلوب، و «إنما المؤمنون أخوة»، وتطوّرت الأحداث، وأطل عهد «الميثاق الوطني» و «التعاونيات»، و «الشورى النيابية»، و «الانتخابات الحرة»، و «المؤسسات الوطنية»، وتنفّس اليمنيون الصعداء، والكل يصرخ وينادي؛ «الزيدي» أخ «الشافعي»، و «السنّي» شقيق «الشيعي»؛ كلنا