ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

خمسة وعشرون حرفا.!

صفحة 196 - الجزء 1

خمسة وعشرون حرفا.!

  قال رضوان الله عليه: لما وفدتُ إلى الحضرة «الأحمدية»، والعقوة التي رياضها بعمائم الإحسان نديّة، وامتدحته بالقصيدتين المتقدمتين، قابلني المولى سيف الإسلام بالإنصاف، ووردت من بره أعذب مورد صاف، وأجازني بجائزة جلّ أن يجيزها أبناء جنسه، فإنّها قصرت عن مقدار الشعر فضلاً عن مقدار نفسه؛ فاتهمت الوسائط، وظننت أن ذلك الدرّ اختطفته بيني وبين ذلك البحر يد لاقط، وحقق ذلك الظنّ، وكشف صحة ذلك الوهم وبين، أن أخبرني بثبوت هذه القضية، أكثر المتعلّقين بالحضرة السيفية؛ فقلتُ هاتين القصيدتين أعاتبه، وأشكو الزمان الذي ما زالت ترميني عن قسي الحرمان نوائبه؛ ولم أرسل بهما ولا بأحدهما إليه؛ والأولى منهما:

  ١ - يا صفي الإسلام؛ دعوة عبدٍ ... قَدْ حَسَا كأس صَفْو ودك صرفا ..

  ٢ - قد أتاكم من المديح بعقد، ... حسنه مثل وصفكم ليس يَخْفى،

  ٣ - كالصبا رقة، وكالروض نشراً، ... وكأخلاقك الشريفة لُطفا ..

  ٤ - «كعقود الجمان» يعجز عَنْهُ ... كل من صرع القريض وقفى؛

  ٥ - خذله من عصابة خالفُوا الأَمْرَ، ... وأخطَوا خطيئةً ليس تُعفا

  ٦ - قوم سوء أصغوا إناي وقد ... أَتْرَعْتُهُ من نوالكم فتكفا ..!

  ٧ - قد أنالت كفاكَ عَبدَكَ خَمْسِينَ، ... فَأَحْفُوا نِصفاً، وأعطوه نصفا!


(١) حسا يحسو: شرب شيئاً بعد شيء، والصرف: الخالص.

(٤) صرع الشعر: جعله ذا مصراعين. و «التصريع» من الصناعات البديعية.

(٦) أصغى: أمال. وكفاً واكتفا الأناء: أماله وقلبه ليصب ما فيه.