الشعر؛ في رسالة عتاب!
الشعر؛ في رسالة عتاب!
  قال جامع الديوان:
  ووجدت بخطه رضوان الله عليه ما صورته:
  كتبت إلى السيد الأديب «بدر الدين» محمد بن المطهر الجرموزي حماه الله أعاتبه، وقد كتبت إليه شعراً بعد شعر، وكنت قد مدحت المولى أمير المؤمنين حفظه الله بالقصيدة التي أولها: «لكسب العلى فاجعل همومك تحمد» ولم يأت فيها جواب ولا جائزة، والسيّد أيضاً لم يجبني على أشعار أرسلتها إليه فكتبت إليه هذا الكتاب»:
  ﷽ ... وصلى الله وسلم على محمد وآله الأكرمين:
  نعاهد من نحب فلا نُجاب ... ونمتدح الملوك فلا تُثاب!
  فبعداً للقريض إذا غدونا ... عليه لا نجاز، ولا نجاب،
  يا مولاي الأعظم، وعقدي المنظم، وركني المعظم، وحرمي الذي من لاذ به لا يُضام ولا يهضم، أبقى الله لي ودّك صافياً كما أعرف، ولا أبقى لحاسديك عيناً تطرف، قد علمت واللبيب خبير، ومثلك بالأمور بصير، أن الشعر ينقسم في أصل الاختراع؛ إلى أنواع:
  غزل يُستمال به قلب المحبوب، ويُنالُ به من وصله المطلوب، وحماسة ... تنبي عن جد ورياسة، وحكمةٍ، تميل النفوس الشريفة إلى الأخذ بها، والتمسك بسببها، وهجاء أعزّ الله تعالى «مقامك، يرى صاحبه انه قد ادرك به من مهجوة ثارا، وأحمد من غيظه نارا، وشفى نفسه منه انتقاماً وانتصاراً، وامتداح للملوك طمعاً في أن يثيبوا، ومعاهدة للإخوان رجاءاً أن يجيبوا. هذه أدام الله تعالى عظيم