وجزيت خيرا
وجزيت خيراً ..
  وقال:
  ١ - رح خالياً عما تكابدُ أَضلُعي، ... واعذر محباً للملامة لا يعي،
  ٢ - أو فاعتبر سقمي ودمعي في الهوى، ... واعذل هنالك ما بدا لك، أو دع؛
  ٣ - وأراك لمت، وما رأيت معذبي ... فانظر إليه وقل هنالك تُسمع،
  ٤ - آه لأنفاس يشب لهيبها؛ ... لولا سحائب أَدمع لم تُقلع؛
  ٥ - لا كنت من نار توقد في الحشا، ... وجزيت خيراً يا سحائب أدمعي؛
  ٦ - ماذا على المتحملين عشية ... لو تسمعون شكايتي وتضرعي؟
  ٧ - رحلوا؛ فكم تركوا لناس مقلةً ... عبرى، وقلب بالفراق مروّع!
  ٨ - إياك يا شمس الضحى، من بعدما ... غابت شموس خدورهم أن تطلعي؛
  ٩ - يا دمع غير مخيب، يا صبر غير ... مطرد، يا قلب غير مودّع.!
  ١٠ - إن يُنكروا وجدي بهم وصبابتي ... فالسقم بينة على ما أدعي؛
  ١١ - وأنا الوفي على النوى بعهودهم ... وصبابتي طبع بغير تطبع؛
  ١٢ - لا ودهم بعد الفراق بمهمل ... عندي؛ ولا سرّ الهوى بمضيع
(٤) لم تُقلع؛ أصله من أقلع عن كذا كف عنه وترك، وأقلعت الحمى: ذهبت
(٦) المتحملون: الراحلون. من تحمل القوم: ارتحلوا.
(١٠) البينة: الشاهد والدليل.
(١١) التطبع: التكلف