عقيلة المجد
عقيلة المجد
  واقترح عليه من يجلّ قدره لديه أن يقول مرثاةً في الشريفة الطاهرة، ذات الحسنات الباطنة والظاهرة، «زكية بنت عبد الرب(٢٩)» والدة السيد الأكمل الحسين بن الحسن ابن أمير المؤمنين المنصور بالله فقال:
  ١ - يا عين؛ أمّا لهذا الحادث الجلل ... شقي غَمَامَكَ عَن مُسْتَرسل هَطل؛
  ٢ - وفجري من ينابيع الدموع إذاً ... بحراً، ولا تقنعي مِنْهن بالوشل،
  ٣ - والنوم لا تصليه واهجريه أسى ... فَالسُّهْدُ في مثله فرض على المقل؛
  ٤ - وأنت يا قلب إن لم تنصدع أسفاً ... بين الضلوع فَسِرْ عَنْهنَّ وانتقل:
  ٥ - وأنت يا صبر ولي الظهر مُنْهَزِماً ... فقد أتتك جيوش الحُزْنِ عَنْ كَمَل؛
  ٦ - فقد رزينا بمَنْ هُدَّتْ لِمَصرعها ... شم الشوامخ، وانهدت ذرى القلل؛
  ٧ - شمس الظهيرة؛ إلا أنّها أبداً ... ما استوطنت قط إلا دارة الحمل!
  ٨ - غابت فأصبح ظل الجود منتقلاً؛ ... «وهل سمعت بظل غير منتقل»؟
  ٩ - وأشعرت إذ تولّت في جوانحنا ... «حربا» تُحدث عن «صفين والجمل»!
(٢٩) تراجع ترجمتها في: أعلام الديوان
(١) هطل المطر: نزل متتابعاً عظيم القطر. والمسترسل. المتسع الدائم.
(٢) الوشل: القليل من الدمع.
(٦) في «ف»: «فقد رزينا التي هدت»! والقلل: الجبال.
(٧) الدارة: الهالة. والحمل: برج معروف، وهو من أبراج الربيع.
(٨) العجز من «لامية العجم» للطغرائي وصدره: «ترجو البقاء بدارٍ لا ثبات لها».