راحة الموت
راحة الموت ..!
  وقال:
  ١ - خليلي كفا عن ملام فتى صب ... رويدكما؛ ماذا يفيدكما عتبي؟
  ٢ - تلومان قلبي يحب جَهالَةً ... ولم توردا قَلْبيكُما موردَ الحُبِّ؟!
  ٣ - إلى الله أشكو إن في القلب لوعةً؛ ... يضيق بها صدري، ويشقى بها قلبي؛
  ٤ - بليبت بمن لم أقض منه لبانتي؛ ... ومَنْ ليَ لَوْ أَنِّي قضيتُ به نَحْبي؟
  ٥ - وقى الله من دل الحمام على فتى ... له مقلة لا تستفيق من الصب؛
  ٦ - وما بي بغض للحياة، وإنّما ... رأيت لقاء الموت أروح للكرب؛
  ٧ - وحسبي ضنى في الحب أني لم أجد ... سوى الموت للداء المخامر من طب؛
  ٨ - وبي جائر الأحكام لَمْ يرضَ في الهوى ... بقتل الورى حتى تعدى إلى السلب؛
  ٩ - تلعب ريان الشباب بقده ... تلعب أيدي الريح بالغصن الرطب؛
  ١٠ - ودون الشفاه اللعس حصباء لؤلؤ ... ومطرد يجري من البارد العذب،
  ١١ - دعاني إلى حكم الصبابة بعد ما ... سلا رفقتي عن غيها، وارعوى صحبي!
  ١٢ - وقام يريني لحظه وقوامه؛ ... يقول استقيم إن شئت للطعن والضرب؛
  ١٣ - يقولون لي: لا ترم طرفك نحوه ... فتكرار رجع الطرف داعية الحب؛
  ١٤ - وهل نافع أن لا أراه بناظري؛ ... وقد رسمت تلك المحاسن في قلبي؟
(٤) اللبانة: الحاجة من غير ف فاقة. والنحب الموت، والنذر. يقال: «قضى نحبه» أي مات كأن الموت
نذر في عنقه.
(٧) المخامر من خامر بمعنى خالط وداخل؛ وخامره الداء: دخل جوفه.
(٨) في «ن»: «لم أرض في الهوى» وهو غلط.
(٩) تلعب: لَعِبَ.
(١٠) اطّرد النهر: جرى. وتتابع.
(١١) ارعوى يرعوي عن الجهل: كف.
(١٢) سبق هذا البيت في القصيدة رقم - ١٢٤.