ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

راحة الموت

صفحة 301 - الجزء 1

راحة الموت ..!

  وقال:

  ١ - خليلي كفا عن ملام فتى صب ... رويدكما؛ ماذا يفيدكما عتبي؟

  ٢ - تلومان قلبي يحب جَهالَةً ... ولم توردا قَلْبيكُما موردَ الحُبِّ؟!

  ٣ - إلى الله أشكو إن في القلب لوعةً؛ ... يضيق بها صدري، ويشقى بها قلبي؛

  ٤ - بليبت بمن لم أقض منه لبانتي؛ ... ومَنْ ليَ لَوْ أَنِّي قضيتُ به نَحْبي؟

  ٥ - وقى الله من دل الحمام على فتى ... له مقلة لا تستفيق من الصب؛

  ٦ - وما بي بغض للحياة، وإنّما ... رأيت لقاء الموت أروح للكرب؛

  ٧ - وحسبي ضنى في الحب أني لم أجد ... سوى الموت للداء المخامر من طب؛

  ٨ - وبي جائر الأحكام لَمْ يرضَ في الهوى ... بقتل الورى حتى تعدى إلى السلب؛

  ٩ - تلعب ريان الشباب بقده ... تلعب أيدي الريح بالغصن الرطب؛

  ١٠ - ودون الشفاه اللعس حصباء لؤلؤ ... ومطرد يجري من البارد العذب،

  ١١ - دعاني إلى حكم الصبابة بعد ما ... سلا رفقتي عن غيها، وارعوى صحبي!

  ١٢ - وقام يريني لحظه وقوامه؛ ... يقول استقيم إن شئت للطعن والضرب؛

  ١٣ - يقولون لي: لا ترم طرفك نحوه ... فتكرار رجع الطرف داعية الحب؛

  ١٤ - وهل نافع أن لا أراه بناظري؛ ... وقد رسمت تلك المحاسن في قلبي؟


(٤) اللبانة: الحاجة من غير ف فاقة. والنحب الموت، والنذر. يقال: «قضى نحبه» أي مات كأن الموت

نذر في عنقه.

(٧) المخامر من خامر بمعنى خالط وداخل؛ وخامره الداء: دخل جوفه.

(٨) في «ن»: «لم أرض في الهوى» وهو غلط.

(٩) تلعب: لَعِبَ.

(١٠) اطّرد النهر: جرى. وتتابع.

(١١) ارعوى يرعوي عن الجهل: كف.

(١٢) سبق هذا البيت في القصيدة رقم - ١٢٤.