وقفة مع القصيدة التي تأثر بها الزبيري:
  تختلف منطوقاً ولا مفهوما، عن لفظة «الزعيمِ» أو «الملك» أو «الخليفة»، أو «الرئيس»؛ ولا يمنح من يتزمّل بالأمامة، أو يتدثّر باسم «الامام» أي إجلال ما لم يكن عادلاً برا أمينا؛ «حسين» ليس أفضل من «يزيد» إذا لم نعتبر خلقاً ودينا، وذلك هو المفهوم القرآني الذي جعل للكُفْرِ «أئمة»، وكذلك للتقى، بل هو المفهوم الإنساني، وهل نفع الجنرال أو المرشال «عيدي أمين» وهو «المسلم»؛ أن يسمّى «رئيسا»، ورفعه لقبه سلوكاً واستقامة إلى مرتبة الجنرال «الرئيس» «ديجول»؟ كلاً ... كلاً.
  إن «الهبل» لو وجد اليوم بين ظهرانينا لكان مثل تلميذه الشاعر الزيدي الرأي والهوى والسلوك محمد محمود الزبيري - من أشد الناس تعصبا للجمهورية؛ ولكنّه سيظل - كما ظل الزبيري - يطالب بمبادئ العدل والتوحيد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويخرج بلسانه وسيفه على الظالمين؛ ويناشد بأن يظل رئيس الجمهورية مثلاً لمكارم الأخلاق، أميناً كريماً عادلاً ساهراً على مصالح شعبه وأمته وهذا ما يدين به كل مخلص لليمن وجمهوريتها رئيساً ومرؤوسا وهو ما كان يعتقده الزبيري ويطالب به؛ وكل ما يقال غير ذلك في «الهبل» أو غيره جعجعة وهراء.
  وفي رفق ولين ومودة وتقدير أطلب أيضاً من الصديق الشاعر علي صبره العدل والإنصاف، وأن يعيد النظر في كل ما كتبه عن «الهبل» تحت تأثير تشنّجات لا تمت إلى الشعر ونسبه العريق، ووشيجته الفنّية، ورابطته الإنسانية، بصلة ما، وأن يصرف نظره عن نشر مقالاته تلك بعُجَرِها وبجرِها قبل تهذيبها، وتنقيحها وتنقيتها من هجر القول، ولا سيما إذا قرأ ديوان «الهبل» الذي بذلت في تحقيقه وضبطه جهدي والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
وقفة مع القصيدة التي تأثر بها الزبيري:
  وبعد؛ فقد أطلت، وربما أمللت، وشغلتني بنيات الطريق عن الهرولة والإنسدار في جادة القصد، وكدت أنسى ما نويت الإفضاء به من حديث أدبي عن «حسن الهبل» وشعره، وأدبه، وسعة اطلاعه، ومن تأثر بهم من علماء وأدباء