ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

حول نزهة إلى «حده»!

صفحة 570 - الجزء 1

حول نزهة إلى «حده»!

  ووجدت بخطه ما لفظه:

  خرجت يوماً للتنزه إلى «حدة» أنا والصنو القاضي عز الدين محمد بن صالح بن أبي الرجال حفظه الله تعالى؛ فلما عدنا أرسل إلى الصنو ضياء الدين زيد بن صالح ابن أبي الرجال هذه الرسالة عنه وعن أخيه القاضي جمال الدين علي بن صالح⁣(⁣٣٧) يلومانني على عدم التنبيه عليهما «بالخروج»:

  ، الحمد لله وصلواته وسلامه على محمد وآله المطهرين

  يا مولانا؛ بلغ ركوبكم إلى «حَدَّةَ» في هذا اليوم الذي أنار بالمحاسن، وانهلت سحائبه بماء غير آسن، فأشرقت بكم ساحاتها، وعبقت نفحاتها وتلقتكم ألوية الزهر الأنيق، وصفقت الأنهار فرحاً بقدومكم فرقصت الأغصان على ذلك التصفيق؟، وفتح «الأقحوان» ثغره للثم أكفكم، وعفر «الورد» خدوده ابتهاجاً بورودكم، وقرت عيون «النرجس»، وأثنت عليكم ألسنة «الجُلْنَار» حتى أسمعت الأخرس، ولما حللتم بذلك النادي، واستتم بحضوركم حاضر تلك الزهور والبادي، قال «النَّرجس» أهلاً بكم على الرأس و «العين»، وعلم «الياسمين» بعدما خامره اليأس منكم أنَّ اليأس مين، وادعى أنه السبب في قدومكم طمعاً في أن يُشكر، وادعى «الأقحوان» ذلك رجاء أن يثني عليه ويذكر وقال «الرّيحان»، لولا أعلامي المنشورة، وفضائلي المأثورة، لما سعدتم بقدومه، ولا رأيتُم يوماً كيومه، ولولا نميمة نشري، ونفحات عطري، لما اهتدى إلى هذه


(٣٧) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان