ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

وإذن: فأين ديوان الهبل الحميني؟

صفحة 40 - الجزء 1

  «الشاعران المظلومان»: «الهبل والزبيري»

  هذا بالنسبة للشعر الحكمي المعرب الذي قاله الهبل على طريقة امرئ القيس، والبحتري، والشريف الرضي، وبقي أن أتساءل هل كان للهبل شعر «حميني» بلغة صنعاء الدارجة؟

  إنني لا أشك في أن «الهبل» «إبن صنعا» الرقيق الطبع، الخفيف الروح، العاشق المزاج، قد قال شعراً حمينيا كثيراً ورائعا.

  أيكون من شعراء العصر الذي عاش فيه «الهندي» و «شعبان سليم» و «حيدر أغا» و «الرقيحي» وجاء بعد «ابن شرف الدين» ثم لا ينظم شعراً غنائياً حمينيا؟ إن هذا في نظري من المستحيل ..؟

  نعم لقد نسب صديقنا الشاعر الدكتور محمد عبده غانم في كتابه «شعر الغناء الصنعاني» قصيدة:

  يا قلبي المضني عليش ترتاب ... ثق بالذي للمشكلات حلاً

  إلى الهبل؛ لكن من يعرف نَفَس «الهبل» لا يستطيع أن يطمئن إلى أنها حقا من شعر الهبل الذي يتميز بنفس عال لا ترقى القصيدة المذكورة إلى مستواه الفني والشعري؛ ولا سيما وقد ذكر الدكتور غانم نفسه ان مخطوطة الحوثي قد نسبت القصيدة إلى محمد أحمد بن، حميد الدين المتوفي سنة ١٢١٧ هـ - / ١٨٠٢ م أي بعد الهبل بحوالي مئة وخمسين عاماً، وقال إن مخطوطة القاضي محمد العمري تنسب هذه القصيدة إلى قاسم عبد الرب المتوفي سنة ١٢١٦ هـ - / ١٨٠١ م ولا أدري كيف ركن الدكتور إلى رواية شفوية «مدكى» من الأديب علي صبره؛ وترك قول «الحوثي» و «العمري»؟ ونَفَس القصيدة ذاتها لا يخفى على مثل الشاعر محمد عبده غانم ... ولكن ... ولكنها المجاملات فيما أظن.

وإذن: فأين ديوان الهبل الحميني؟

  وإذا ظلت الأسئلة تتوافد توافد أسراب الطيور فإن السؤال الكبير هو: هل يمكن أن يقول «الهبل» هذا الشعر «دُوبيت»