ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

أقسمت لولا أياديه

صفحة 208 - الجزء 1

أقسمت لولا أياديه

  وقال رضوان الله عليه يمدحه أيضاً ويهنّيه بعيد الفطر سنة خمس وسبعين وألف (١٠٧٥ هـ) وأرسلها إليه من «صنعاء» إلى المخيم المنصور بالجوف:

  ١ - عيد، ثغور الأماني فيه تبتسم ... وموسم؛ كل أجرٍ فيه يُعْتَنَم؛

  ٢ - عادت بعزّ وإقبال عوائده ... لِمَنْ تُقَصر عن أوصافه الكلم؛

  ٣ - مَلْكَ بَنَى غُرف العليا، وشيّدها ... على دعائم عزّ ليسَ تَنْهَدِمُ،

  ٤ - يَعْفُو فتبتسم الأرجاء ضاحكة، ... وترجف الأرض خوفاً حين ينْتَقِمُ،

  ٥ - له سيوف حداد أَكْلُها أبداً، ... وشربها مُهَجٌ مَفريةٌ، ودَمُ؛

  ٦ - بيض إذا فارقت أجفانها لوغى ... فإنّما القدر الماضي لَها حُلُمُ!

  ٧ - أقسمت لولا أياديه، وعزمته ... ما كَانَ في الأَرض لا سَيف ولا قلم،

  ٨ كم موقف خاص أحشاء الحروب به؛ ... وموجها بدم الأبطالِ يَلْتطم؛

  ٩ - وكم أعاد أبادتهم صوارمُهُ ... قتلاً، ولو أسلموا طَوْعاً لَهُ سَلِموا،

  ١٠ - ما زال يقتلهم في كلِّ مَعْرَكَةٍ ... تشيب مِنْ هَولِها الأصداغ واللمم،

  ١١ - إذ ظل يدعو أخاه كل ذي رحم: ... إليك عني؛ فليست بيننا رَحِم؛

  ١٢ - أقراهم ماضيات الحد تفعل في ... موائد الحرب ما لا يفعلُ النّهم،


(١) في «ف»: «كل برفيه مغتنم». والموسم: العيد. ومجتمع الناس

(٥) مفرية: من فرى يفري: شق وقطع.

(١٠) الصدغ: ما بين الأذن والعين وهما صدغان: والشعر المتدلي منهما. واللمة: ما تشعث من الشعر، وما تجاوز شحمة الأذن.

(١٢) النهم: الشره إلى الأكل وإفراط الشهوة فيه.