أطلت سهادي يا راقد!
أطلت سهادي يا راقد!
  واجتمع يوماً هو والسيد الأكرم جعفر بن المطهر الجرموزي(٢٢) فتساجلا وكان | هو البادي وأخبرني السيد جعفر أنهما قالا هذه الأبيات وهما مُتَنَزهان في بستان من بساتين «باب شعوب»؛ ولم يجدا دواةً ولا بياضاً ولا قلَماً، فَبريا قلماً من قصب، وعصرا شيئاً من «القضب» جعلاه مدادا؛ وكتبا المساجلة في كسرة «مَدَرٍ»:
  ١ - قال الحسن: أثغرك؟ أم برد جامد ... أم الدر نقده النَّاضِد؟
  فقال السيد: ووجهك أم قمر طالع؟ ... وقدك؟ أم غصن مائد؟
  ٢ - فقال الحسن: أيا منكراً فرط حبّي له ... وما أنا في حبه واحد!
  ٣ - أما لي مِن أدمعي حُجَّةٌ ... عليك، ومِن سَقَمي شاهد؟
  فقال السيد: لي الله صبري غدا ناقصاً ... فشوقي طُول المدى زايد!
  * فديتك صلني فقد شفني ... السقام وملني العائد؛
  ٤ - فقال الحسن: أطَلْتَ سُهادي فحتى متى ... تطيل سهادي يا راقِدُ؟
  ٥ - سمعت الوشاة وما زخرفوا، ... وصدقت ما قاله الحاسد!
  فقال السيد: لقد حلّ ما حل بي منك من ... غرام أقر له الجاحد؛
  ** خلِقْتَ لِكُلِّ الورى فتنة ... فَضَلَّ بكَ النَّاسِك الزاهد؛
(٢٢) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان
(١) البَرَدُ: حب الغمام.
(*) ف»: «فديتك عدني». وشفه السقام: أضناه وأوهنه.
(**) في «ف»: «النّاسك العابد».