أما هذه حزوى
  ٢٩ - إذا ما دعا داعي المطالب ماله ... يلبيه منه طارف وتليد،
  ٣٠ - فدع «حاتماً» إن شيم بارق نائل؛ ... لأخي جود سواه وجود؛
  ٣١ - وفارس «عبد» لو توهم بأسَهُ ... لذاب لو ان القل منه حديد؛
  ٣٢ - «أعزّ الهدى» مر في الزمان بما تشا ... فأنت لعمري في بنيه وحيد
  ٣٣ - تظن الكرام المجد ما يبتنونه ... وليس سوى ما تبتني وتُشيد؛
  ٣٤ - فكم من فخار أنت دون الورى له ... نهضت؛ وأبناء الزمان قعود؛
  ٣٥ - ومكرمة بكر بنيت أساسها، ... وهُمْ عَنْ بناء المكرمات رقود!
  ٣٦ - ورب رفيع الذكر أخملت ذكره؛ ... فكل عميد من نشأت عميد.!
  ٣٧ - وأتعبت أهل السبق في حلبة العلى ... بما رحت منها تبتدي وتعيد؛
  ٣٨ - وكم أظهرت أوصافك الغر للورى ... براهين مجد ما لهن جحود؛
  ٣٩ - وكم نقصت للنيل يوماً أصابع، ... وبحرك ما ازداد النوال يزيد؛
  ٤٠ - شمائل تزري، بالصبا، وبلاغة، ... وبأس يذيب الراسيات، وَجُودُ،
  ٤١ - وما لست أحصي من فضائل جمة ... غدت وهي في جيد الفخار عقود؛
  ٤٢ - على أَقْعَدَت عجزاً سواك كأنها ... جوامع في أعناقهم وقيود؛
  ٤٣ - وسمعاً لها مصقولة اللفظ حلوةً ... يقصر عنها «جرول» و «لبيد»
  ٤٤ - إذا أنشدت حُلّت غراماً حُبَى النّهى، ... وكادت لها الشم الجبال تميد
  ٤٥ - أبثك شوقاً لي إليك مضاعفا ... لنيرانه بين الضلوع وقود؛
(٢٩) الطارف: الجديد والتليد القديم.
(٣١) «وفارس عبد» هكذا؛ و «عبد» قبيلة» في طي، ولعلها عبس» وفارسها: «عنترة».
(٣٦) العميد: السيد الذي يعتمد عليه؛ والعميد: الشديد الحزن. وأخمل: أخفى وأضعف، وأخملت ذكره: جَعَلْته حاملاً لا نباهة له.
(٤٠) في «ف» جعل صدر البيت رقم ٤٠ وعجز الذي يليه بيتاً واحدا
(٤٢) الجوامع - هنا -: جمع جامعة وهي الغلّ الذي يجمع اليدين الى العنق.
(٤٣) جرول - وهو الحطيئة - ولبيد: شاعران مشهوران.
(٤٤) الحبى بضم الحاء وكسرها جـ حبوة، وحبوة من: أحبى احتباءاً: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة أو حبل، والحبوة: ما يحتبى به. ويقال «حل حبوته»: أي قام.