ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

وجاء دور «الرافض ... المرفوض»:

صفحة 28 - الجزء 1

  مسلمون، ولا قحطاني ولا عدناني، ولا شمالي ولا جنوبي؛ كلنا أخوة وأمنا «اليمن» ودستورنا» «القرآن» تحت راية «الجمهورية» ذلك جاء دور الذي يحمل أفكاراً معينة، ويستجر آلاماً قديمة، فيحاول أن يظلم شاعر اليمن «الهبل»، لا لنفس الأسباب التي ذكرناها بل لأنّه - ورغم ثوريته وتحرره، وشاعريته وظرفه - يخشى أن تنتشر أفكار «الهبل» بأنغامها الشعرية الساحرة، وتسري في الألباب والنفوس؛ ولا سيما والوعي الأدبي في اليمن، قد تململ حيًّا يرى ويبصر ويتنفس، وطلاب الجامعة، والمعاهد العلمية في صنعا، والحديدة، وصعدة، وتعز، وغيرها يتساءلون عن التراث اليمني وكتبه ومخطوطاته؛ التاريخية والأصولية والأدبية، ودواوين شعرائه الفطاحل، وفي مقدمتهم «الهبل» فيعمد هذا الأديب الى نشر ما يستسيغه من شعر الهبل، بعد أن يوغل فيه قلمه تشويهاً وتحريفاً وتأويلاً، ويحقره، ويعزو نسب أمه إلى زوج حمالة الحطب، أو جد آل «العلفي» لينفي دعوى الشاعر الخئولة إلى «هاشم» وبلا رحمة يصفه وينعت جامع ديوانه «المخلافي» بأبشع الصفات، ولا يتحاشا أن يقول إنه «كلب آل محمد»، ويحاول أن يصرف أنظار طلاب المعرفة عن كل ما يشهد للهبل بالعظمة والعفة، والدعوة إلى الخير، ومحاربة الفساد، ويجعل ما قاله في مطلع حياته، وقال صديقه وجامع ديوانه إنّه من أوّل ما ظهر من شعره؛ من شعره الذي قاله بعد أن نبذ وأصيب بالرمد، وأوى إلى سرير اليأس والموت، غير ذاكر شيئاً عن إلهياته، وزهده وتصوّفه الرباني؛ ولا عن الهبل الغزل المرح، عاشق الطبيعة، ولا عنه شجاعاً، وفارساً وثائراً، وداعياً الى العدل.

  وقد نشر كل ذلك في سلسلة مقالات تعاقبت في أعداد جريدة ١٣ يونيو سنة ١٩٨٠ تحت عنوان «الهَبَل رافضاً ... ومرفوضا» بقلم الشاعر الظريف علي بن علي صبره الذي لا أريد أن أطيل وقوفي معه مفنداً لأقواله ودعاويه؛ بل أود أن أطلب منه في رفق ولين ومودة وتقدير أن يرجع إلى مناقشتي للإمام الشوكاني لعله يعرف من هوا الشاعر الهبل، ومن هو جامع ديوانه «المخلافي»، وليعرف أيضاً أنّه كان كما كان أي «زيدي» عارف، لا يؤلّه الحكّام، ولا يقدس البشر، ولا يغضي عن هفوات وزلات «المنحرفين»، يحترم ويطيع من استقام، ويثور ويتمرد على من ظلم. مهما كان اسمه، وأنّه كان يعرف أن لفظة «الامام» لا