فاعجب لمقتول
فاعجب لمقتول
  وقال:
  ١ - أما الشباب؛ فقد تحمل راحلاً، ... والشيب حطّ على عذارك نازلا؛
  ٢ - وارتد وجه العيش أسودَ حالكاً؛ ... بادي المحاق، وكان بدراً كاملاً؛
  ٣ - واها لأيام قطعت مكابداً ... حر الغرام وكن ظلاً زائلا!
  ٤ - ويقل أن أبكي لأيام الحمى، ... أو أن أكون بها لروحي باذلا.!
  ٥ - جررت أذيال الصيا فيها، ولو ... أني عقلتُ لكنت فيها خاملا.!
  ٦ - يا ليت موتي قبل أيام الصيا؛ ... أو ليتني فيها أطعت العاذلا؛
  ٧ - أيامَ أَنْحَلْتُ القوام المنثي ... ضما؛ وبددت الوشاح الجائلا؛
  ٨ - ما نبهت مني فؤاداً راقداً ... نُعس العيون، ولا دعت متثاقلا،
  ٩ - وأحبهن وهن كُن قواتلي؛ ... فاعجب لمقتول يُحب القاتِلا؟!
  ١٠ - أتراه ما علم العيون صوارماً ... قلبي؟ ولا علم القدود ذوابلا؟
  ١١ - ومليحة الدل التي في حبها ... أنفقت من صبري عليها «الحاصلا»!
  ١٢ - لم ترض من ألبابنا وعيوننا ... حتى يصرن دمالجاً وخلاخلا؛
(١) حط: نزل وهبط
(٧) أنحلتُ القوام: صيرته نحيلاً. والمنثني المتمايل. والوشاح بضم الواو: القلادة المرصعة بالجوهر. والجائل؛ من جال يجول: دار وتحرك.
(٨) نعس العيون: فاترات الجفون.
(١١) الحاصل: ما خلص؛ ومن كل شيء ما بقي وهو في لغة صنعاء ما حصله الانسان من مال، وكل ما
يملكه.
(١٢) الدمالج: واحدها دِملج ودملج: حلي يلبس في المعصم، والخلاخل واحدها خُلْخُل وخَلْخَل: حلية تلبس في الرجل. والخلخال جمعه خلاخيل. كذلك.