ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

كذا يكون الافتتان

صفحة 307 - الجزء 1

كذا يكون الافتتان!

  وقال:

  ١ - صدقت الصبر أجمل يا فلان؛ ... فهل لي من لواحظه أمان؟

  ٢ - نصحت؛ ولم تزل خلا شفيقاً؛ ... فمن لي لَوْ وَعَتْ مِنِّي الأذان؟

  ٣ - عرفتك بالوفاء فكن معيني، ... على وجدي فمثلي مَنْ يُعان؛

  ٤ - وفي كلل الاحبة والحنايا ... فؤاد بان عني يوم بانوا؛

  ٥ - تملكه تحيل الطرف ألمى ... عنت لجماله الغيد الحسان؛

  ٦ - يُقاتِلُ باللحاظ ولا سهام، ... ويطعن بالقوام؛ ولا سنان؛

  ٧ - لساحر طرفه غَزَل وفتك ... بنا؛ وكذا يكون الافتتان.!


(٤) الكلل، واحدتها كلة؛ وهى الستر الرقيق وغشاء يخاط للتوقي من الحشرات. وبان عنه: فارقه، وانقطع. عنه.

(٧) في الأصل: «ن» ضبط «غزل» بالغين المعجمة وتسكين الزّاي؛ فتكون من غَزْلَ غَزْلا بمعنى قتل. ويجوز أن تفتح الزاي فتكون من غَزَل غزلاً والمغازلة: اللهو والمراودة، والفتك: الجرأة والشجاعة والبطش والافتتان؛ من افتتن بمعنى فَتِن، ووقع في الفتنة، وهي هنا: المرض والجنون. وكنتُ قد قرأت البيت وكتبته في نسختي هكذا: «لساحر طرفه عزل وفتك بنا وكذا يكون الافتنان» على أن «عَزَل» بالعين المهملة، والعَزَلَ: إسم من الأعزل لِمَن لا سلاح له فيكون المعنى أن طرفها أعزل ومع ذلك فلسحره فتك وبطش والافتنان من التفنّن؛ وهو مزاولة الأعمال الحسنة العجيبة. وعند التحقيق رجحت إبقاء البيت كما ضبط في الأصل، ولكنّي نوهت بما خطر لي إذ لو كنت منه لما عدوته.