ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

ما هو الشعر عند الهبل؟

صفحة 39 - الجزء 1

  شعر الهبل ولم يكتف «المخلافي» بهذا بل قال في «المقدمة»: «وقد حرصت على كتب ما وجدت من شعره - رضوان الله عليه - مع علمي أن هذا الذي أثبت له هو النزر الحقير، وإن الفائت علي هو الجم الغفير، ولقد أخبرني رضوان الله تعالى عليه إنه قد مزق من أشعاره المتقدمة دفاتر، وأعدم منها كثيراً في الزمن الآخر، فما ظفرت به إن شاء الله تعالى بعد ذلك فسألحقه إلى نظيره». وإذا فما بين أيدينا الآن إنما هو النزر اليسير من شعر الهبل؛ وكان الهبل نفسه قد مزق الكثير من أشعاره المتقدّمة - أي التي أنشأها وهو في عنفوان شبابه الشعري، كما أعدم بعض ما قاله في أخريات أيامه، ولا شك أن فيها ما يؤسف عليه من شعره السياسي والاجتماعي، وأن الذي دفعه إلى إعدامها ليس الاستهجان، ولكنّه الحذر، أو الندم، أو الخوف؛ غير أن قول جامع الديوان بأنه سيُلحق ما يظفر به من شعره بنظيره في الديوان يجعلنا نتساءل هل أضاف إلى ما جمعه بعد وفاة صاحبه شيئاً جديداً ولا سيما وقد عاش بعده وفيا لذكراه ثمانية وثلاثين عاما؟ وإذا كان قد ظل مع تتابع السنين يضيف ما يظفر به إلى نظيره، فهل هناك نسخ تختلف مع اختلاف السنين وتتابع الإضافات؟ وإذا كان «المخلافي» قد شغلته ظروفه؛ وقد ابتلي وسجن كما سنرى في ترجمته؛ فأين ما كان يطمع انه سيظفر به، ووعد بأنه سيلحقه بنظيره؟ أسئلة ليس عندي جوابها الآن؛ ولا أستطيع أن ألزم نفسي بوعد ما؛ فأقول إنني سأحاول البحث والتنقيب عنها في بطون الدفاتر، والمخطوطات اليمنية، فظروفي الاجتماعية، وطوارق الهموم، والشيخوخة التي أزحف نحوها أو تزحف نحوي، والحقوق الأدبية التي أنوي النهوض بأدائها لا تخوّل لي القول بانني سأعمل ذلك، أو أستطيع الوفاء إذ وعدت. كل ما أستطيع أن أقوله: إنّه من الحرام أن يظل للهبل شعر موؤد، وان من سيساهم في إخراجه من قبور الإهمال سيقدم يداً للأدب اليمني، وها قد نشرت الموجود، فليتفضل أدباء اليمن بالبحث عن المفقود، إما في النسخ المتعدّدة إذا كان يوجد فيها ما ليس في النسختين اللتين اعتمدت عليهما، أو في «السفن»، والمجاميع المخطوطة في الخزائن العامة والخاصة داخل اليمن وخارجها، ومن وجد شيئاً، وبعث به إلي فسأنوه به وأضيفه إلى الطبعة الثانية التي قد تصدر قريباً؛ أو أنشره في كتابي