ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

بين شاعرين

صفحة 423 - الجزء 1

بين شاعرين (*)

  وكتب إليه أديب الزمان وفصيح الأوان إبراهيم بن صالح المهتدي⁣(⁣٢٥) هذه الأبيات يطلب أوراقاً فيها شيء من شعره:

  أيا شرف الإسلام دُمْتَ مُشرفاً ... ولا زال ذا فخر برتبتك الفخر،

  أَلَمْ تَرَ أن المجد أتلع جيده ... لمجدك إذ أضحى وأنت له صدرُ؛ (**)

  وأصبح منك الجود حالي نَحْرِهِ؛ ... فَلا «مر» عصر أنت فيه ولا دَهرُ؛

  حليت «أزالاً»، إذ حَلَلْت بسوحها؛ ... ففي أنفها شنفٌ، وفي أذنها شذر؛ (***)

  وصغت عقود النظم والنثر يافعاً ... فعاد إلى ريعانه منهما العمر،

  وقلّدت أجياد القريض لآلئاً؛ ... ولا عجب فالدر معدنه البحرُ؛

  وقد عم منك الجود نجداً وغوره ... وأصبحَ سَهْلاً مِنْ هواطله الوعرُ؛

  فجد لي بهاتيك الوريقات عاجلاً ... لأفعل فيها مثلما يفعل الهر

  ولا غرو يا مولاي إن قرئت بأن ... «تداول سمع المرء أنمله العشر» (****)


(٢٥) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان

(*) أهمل الناسخ أبيات الشاعر «الهندي» في نسختنا «ن» واكتفى بإيراد جواب «الهبل» وفي كل من النسختين ورد الإسم هكذا إبراهيم بن صالح المهتدي مع أن المشهور «الهندي» كما في ترجمته بالبدر الطالع للشوكاني ونشر العرف لزبارة وسأشرح السبب في ترجمته انشاء الله وفي أبيات «الهندي» ما يؤكد أن الهبل كان كريماً يجود بكل ما في حوزته، ويسعى لقضاء حاجات المحرومين ويستدين من أجل ذلك.

(**) أتلع: مد عنقه متطاولاً.

(****) الشنف: ما علق في الأذن، والشذر: قطع من الذهب واللؤلؤ الصغير.

(****) عجز بيت للمتنبي وصدره: «وتركك في الدنيا دويا كأنما»