ندم
  ١٢ - لَهْفِ علَى ثَوبِ عَزَّ نَشْرهُ عَطِرٌ؛ ... أَلْبَتُهُ لِشَقَائِي غَيْرَ أَهْلِيهِ!
  ١٣ - وأفق نظم تذيب الصخر رقته ... أطلعت فيه نجوماً من معانيه؛
  ١٤ - حبرته في بخيل نقش درهمه؛ ... الله من أعين السؤال يَحْمِيهِ!
  ١٥ - تكاد تسجد للدينار جبهته ... بخلاً، ويعبده من دون باريه،
  ١٦ - يود لو أنّ في آذانه صَمَماً ... إذا دَعاهُ إلى المعروف داعيه!
  ١٧ - لو جَاءَه «المصطفى» مُسْتَشْفِعاً «بأمين الله» ... في درهم ما كان يُعطيه؛
  ١٨ - لا المدح يُغريه بالاعطا لِسَائِلِهِ، ... ولا الهجاء عن الحرمان يُثنيه؛
  ١٩ - أزهى من الديك؛ إذْ يمشي عَلَى صَلَف ... لَهُ جناحان من كبر، ومن تيه؛
  ٢٠ - لا حلم فيه، ولا عقل ولا أدب، ... ولا وفاء إلى المعروف يهديه.!
  ٢١ - يروم شأو العُلَى؛ والبخلُ يُقعده ... كأنه طائر قصت خوافيه
  ٢٢ - يرى التكبر من أسنَى مناقبه ... ويحسب الْبُخْلَ مِنْ أَعلَى مَعاليه؛
  ٢٣ - فليت شعري على ما فيه مِن صَلَفٍ ... أكان منتظرا للوحي يأتيه؟
  ٢٤ - قلّدته لشقائي في سعادته ... عقداً من المدح قد راقت لآليه،
  ٢٥ - تود شمس الضحى لو أنها حليت ... به، وبَدَرُ الدّجى لَو كَان يَحكِيهِ!
  ٢٦ - مَنْ لِلزّهور بأن تحكي شمائله؟ ... ومَن لزهر الدياجي لو تُضاهيه؟
  ٢٧ - وقائل لي أتهجوه؟ فقُلتُ لَهُ ... مهلاً؛ فإنَّ هجائي ليس يؤذيه؛
  ٢٨ - إنّي لأتلو مَسَاويه فَيَحْسبني ... لفرط تغفيله أتلُو مَسَاعِيهِ!
  ٢٩ - قد كان مدحي له ذنباً شقيتُ بهِ ... فَصَا تكفيره عَنِّي هَجائيه!
(١٧) المصطفى: رسول الله ÷. وأمين الله: جبريل #.
(٢١) الشأو: السبق. والخوافي: ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خفيت.
(٢٦) ضاهي. شاكل وأشبه
(٢٨) المساعي: المكارم. الواحدة، مسعاه.
(٢٩) كفر عن يمينه أعطى الكفارة والكفّارة: ما كُفر به من صدقه وصوم، والتكفير في المعاصي؛ كالإحباط في الذنوب.