من للمساكين.؟
  ١٠ - أو أنه كان يُرضي الموت فيك فدى ... إذاً فديناك بالأهلين، والوَلَدِ!
  ١١ - لكنّه الموت؛ لا يُرضيه بذل فدى ... ولا يصيحُ إلى عَدْلٍ ولا فَنَدِ؛
  ١٢ - ولا يرق لذي ضعف وذي خور، ... ولا يُحاذر بطش الفارس النجد!
  ١٣ - يأتي الملوك؛ ملوك الأرض مقتحماً، ... ويُخرج الشبل من عريسة الأسد!
  ١٤ - مَنْ لِلْمساكين؛ قد أصليت أكبدهم ... بلاعج من ضرام الحُزنِ مُتقدِ؛؟
  ١٥ - مَنْ لِلأرامل؛ تبكيك الدماء لِمَا ... حَمَلْنَ بعدك من كرب ومن كمد؛؟ ١٦
  ١٦ - كم من فؤاد غدا حيران ملتهباً، ... حزناً؛ ومن مدمع في الخد مطرد؛
  ١٧ - لا غرو إنْ مُتْنَ مِنْ حُزن عليك فقد ... فَقَدْنَ مِنك لعمري خير مفتقد!
  ١٨ - أَمَا كَرُزْئِك؛ لا واللهِ مَا سَمِعَتْ ... أذن، ولا دَارَ في فكر، ولا خَلَد!
  ١٩ - رزو غدا منه شمل المجد منصدعاً ... وفت في ساعد العلياء والعَضُدِ؛
  ٢٠ - جل المصاب، فما خَلق يقولُ إذن ... يا صبر أسعد؛ ولا يا حزنُ قَدْكَ قَدِ؛
  ٢١ - وحسبنا أسوة طه و «حيدرة» ... والآل أجمع من داع ومقتصد؛
  ٢٢ - فاصبر «عماد الهدى» للحكم مُحتسباً ... أجراً، وسلم لأمر الواحد الصمد؛
  ٢٣ - فالصبر عقد نفيس ما لَهُ ثَمَنُ ... ولا يكون لغير السيد السند؛
  ٢٤ - وما الرَّزِيَّةُ يا مولاي هينة؛ ... وإن أمرت بحسن الصبر والجلد،
  ٢٥ - لكن نَسُومُكَ عَادَاتٍ عُرِفت بها؛ ... أَنْ لَسْتَ تُلْقِي إِلَى حُزْنٍ غَزَا بِيَدِ؛ ٢٦
  ٢٦ - وليس مثلك مَنْ بالصبر نأمره؛ ... فأنت أنتَ الَّذِي يَهْدِي إلى الرشد؛
  ٢٧ - كم حادث لا تطيق الشم وطأته؛ ... لاقيتَهُ مِن جَميل الصبرِ في عُدَدِ!
  ٢٨ - ألست من سادة شم عطارفة ... أحيوا بوبل الندى الوكاف كلَّ نَدِي؛
(١١) الفند: من فنده: إذا كذبه وعجزه وكذب رأيه.
(١٢) النَّجِدُ، والنّجدُ والنَّجَدُ: الشجاع الماضي في ما يعجز غيره.
(١٣) العريس، والعريسة: مأوى الأسد
(١٨) الخلد: البال والقلب والنفس.
(١٩) انصدع: انشق كتصدّع.
(٢٠) قدك: يكفيك، وقد: أي يكفي.
(٢٥) سام فلاناً الأمر: كلّفه إياه، أو أولاه إياه؛ وأكثر ما يستعمل في العذاب والشر.
(٢٨) الندي: مجلس القوم؛ كالنادي، والندوة.