إلى الله.!
  ٢ - ويا عذبات «البان» من سفح «حاجر» ... هل السفح معمور الربوع على عهدي؟
  ٣ - و يا أثلات «الجزع» من شعب «عامر» ... لقد زادني ذكراك وجداً على وجدي!
  ٤ - منازل روى تُربَها مثل أدمعي ... من الغيث منهل الحيا صادق الرعدِ؛
  ٥ - قضيت بها حَقَّ الصبا والزمان لَمْ ... يقابل إراداتي بعكس ولا طردِ؛
  ٦ - وقوم بنعمان الأراك عهدتهم ... سقوني بها كأساً دِهاقاً من الود؛
  ٧ - وكم همت فيهم والزمان مساعد ... وصرف القضا يُجري الأمور على قصدي؛
  ٨ - بمعسول أطراف الحديث كأنّما ... يدير على أَهل الغرام جَنَى الشهدِ؛
  ٩ - من الغيد سحار اللحاظ، مُعَطّر اللمي، ... جائر الأحكام، معتدل القد،
  ١٠ - وقد كان طوعي والحوادث نوم؛ ... فها أنا إن سلمت يبخل بالرد!
  ١١ - وكم ليلة قد زارني في ظلامها ... وددت بها أني فرشت له خدي؛
  ١٢ - إلى أن سعت فينا الليالي بفرقة ... وغربتني عنه، وغيرنَهُ بَعْدي؛
  ١٣ - وما زال دهري منذ كان يريش لي ... سهاماً من الأحداث تصمي على عمدِ،
  ١٤ - لي الله كم ألقى الزمان بعزمةٍ ... تقصر عنها عزمة الصارم الهندي؛
  ١٥ - وكم حشدت يوما علي جنوده، ... فما كُلِّ عَنْ حرب لَهُ أبداً حدي؛
  ١٦ - وكم يلتقيني من بنيه - محارباً؛ ... بأخبث من صل، وألأم من قردِ!
  ١٧ - إلى الله من أبناء دهري أشتكي ... مرامي تصمي كل محكمة السرد؛
  ١٨ - وما جهلوا قدري لديهم ورفعتي ... وأن زماني فيهم زمن الورد
(٤) في «ن»: «من السحب منهل الحيا والأسماء الواردة في هذه القصيدة مثل «نجد» و «البان» و «حاجر» و «الجزع» و «نعمان الأراك» من الأسماء التي يكثر دورانها في الشعر العاطفي.
(٦) الكأس الدهاق: الممتلئة
(١٣) راش السهم: الزق عليه الريش وفي: «ف»: «وما زال دهري منذ كنتُ».
(١٧) السرد: نسج الدرع
(١٨) في «ف» علق أحدهم على البيت رقم - ١٨ - بقوله: «رحم الله الصنو الحسن وغفر له، كأنه نظر إلى الغيب من ستر رقيق، وصدق الله سبحانه قوله؛ بقي في هذا الزمان الجافي زمناً كزمن الورد مطلوبا، وقبضه الله إلى جنة الخلد محبوبا، وعاش عيشة السعدا، ومات ميتة الشهدا، وخلف من الذكر الحسن، ما يبقى على مر الزمن». ويضرب بقصر عمر الورد المثل.