ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

تقريظ سمط اللآل في شعراء الآل

صفحة 566 - الجزء 1

  وخصوصا، ولو سمعها «العماد» الكاتب الخرَّ عليه السقف من فوقه، أو «ابن حَجَلَهُ» لعلم إن ذلك شيء لا يدخل تحت طوقه، أو «ابن المستوفي» لقال هذا يكن في الحساب، أو «ابن البواب» لقال لا طاقة لي على الدخول في هذا الباب. أو «ابن حجة» لأفنى في معارضتها عُمْرَه، أو «الصفدي» لما برح في صفد من الحسره،! فيا حسنه من مجموع غدا لفرائد الآداب جامعا، وأصبح لأئمة الأدب قبلة، وجمع من المحاسن ما تفرد به، ولم يُحزه مجموع بعده ولا قبله، تود الأقمار لو أنها في طاعته سواري، والكواكب لو أنها له عبيد، والأفلاك لو أنها في خدمته جواري؛:

  فَدُونَك منه سَفْرٌ لا يُسامى ... يجل عن المشابه والنظير؛

  يجر على «البديع» ذيول فخرٍ ... ويحقر عنده وشي «الحرير»

  ولقد أربَى مؤلّفه حفظه الله وأيّده، وبسط بالعدل والمعروف يده، على «سحبان وائل» وأتى وهو الأخير زمانه بما لم يستطعه الأوائل، وفاق الأكابر حلماً على صغر سنه وليس بعجيب. «قد يُوجد الحلم في الشبان والشيب» فالله يبقيه لعين الملك إنسانا، ولهذا الدهر في جنب إساءته إحسانا، فهو الذي ما نشر الدهر لأوليائه لواء عداوة إلا طواه، ولا جرح سيف الفقر قلباً إلا وفي قلمه دواه، والله يحرس أيامه التي صارت غرةً في جبهة الدهر، ويديم أياديه التي سارت مسير الشمس في كل بلدة وهبت هبوب الريح في البر والبحر، ويُبقيه في سماء الملك بدر تمام، ويحفظ غرته التي غدت لمن تقدمه من الأكارم واسطة النظام؛

  والله ما أخره ربنا ... وهو لأرباب المعالي إمام

  إلا لأن كان ختاماً لهم ... الله ما أحسن هذا الختام!