حول نزهة إلى «حده»!
  و «المنثورُ مَا مَدَّ لتحيتِنا بَنَانَهُ، و «النرجس» ما فتح إلينا أجفانه، وقال «الْيَاسَمينُ» كيف لا أصفر لكثرة همومي، وقال «الورد» ما أخلقني في هذا اليوم بتشبيه «ابن الرومي»(١)؛! وقام «الزنبق» على ساقه، واحمر لسانه لتلهبه واحتراقه، وهجر حضرتنا وما وصل، وقال دعوني فما أنا إلا بصل، ودعا «الريحان» على نفسيه بالتصويح، وقال ما لدولتي اليوم ريح، وقال «الروض» لِزَهْرِ «المسك»، ما أنتَ مني ولا أنا منك، ومرض «الآس»، مرضاً أعيى كلَّ آس، والشمس تارة ترتدي من الغيم برقعا، وآونةٌ تَستَتِر بالورق من الضيم فلم نَرَ منها إلا قطعا»! ومنها(٢):
  «ولو ظننتُ أن «الرمان» يسعفني إلى اقتراحي، ويسعى فيما فيه ابتهاجي وانشراحي، لسألته أن يسمح لي بصحبتكما لأجتلي بها وجوه أفراحي، في مرحي ومراحي، وأخوكما قد اعترف، بما اقترف، وجنَى؛ مِنْ مُرّ العتاب غب ما جنى: فان عفوتما فأنتما أهل للعفو، والحلم الذي مورده صفو، وإن أبيتما إلا تجنّيا، وكرهتما أن تصفحا وتغضيا، فالقاضي هو الحَكَمُ «فما شَجَر» في «حده» وهل يوجد «الفصل» في «الأزهار» إلا عندَه، وحاشاكما أن تخيّبا من العفو ما منتني الأماني، وأن تنسيا قول الشاعر «إذا ما جنى الجاني»(٣) أسأل الله لي ولكما عفواً يُفضي بنا إلى دار حسنت مُستقرا ومقاما، وتوفيقاً نزداد به للحق التزاما، وبحبله اعتصاما، بحق النور الذي جعل «نصفه» «لِلنبيّين» «ختاما»، و «نصفه» الأخر «للمؤمنين» «إماما»،
  صلى وسلم ذو الجلال عليهما ... والآل ما شق البروق غماما
(١) يشير إلى قول ابن الرومي» في تشبيه الورد:
كآنه صرم بغل حين يخرجه ... عند البراز وباقي الروث في وسطه
(٢) لا ندري من الذي اختصر الرسالة - على لطفها - هل «الهبل» أم الناسخ؟
(٣) تتمة البيت: «ما الذنب عذره وصار الذي لا يقبل العذر جانيا.