ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

هل يغتر بالدنيا لبيب؟

صفحة 84 - الجزء 1

  ١٣ - وكم شادوا قصوراً عاليات؛ ... فهل وسعتهم إلا القبور؟

  ١٤ - فَهَل يغتر بالدنيا لبيب؟ ... وهل يصبو إلى الدنيا بصير؟

  ١٥ - رويدك رب جبار عنيد ... له قلب غداة غدٍ كسير؛

  ١٦ - ومفتقر له جاه صغير ... وقدر عند خالقه كبير؛

  ١٧ - ورب مؤمل أملاً طويلا ... تخرم دونه العُمرُ القصير؛

  ١٨ - فوا أسفا.! وهل يشفي غليلي، ... وينقع غلتي الدمعُ الغزير؟

  ١٩ - ومن لي بالدموع؛ ولي فؤاد ... تلين - ولم يكن قط - الصخور؟

  ٢٠ - وكم خلف الستورِ جَنَيتُ ذنباً ... ورب العرش مطلع خبير ..

  ٢١ - وما تغني الستور، ولَيْس يَخْفى ... عليه ما تواريه الستور

  ٢٢ - الام الإغترار بمَنْ إليه ... لعمري كل كائنة تصير ..؟

  ٢٣ - ومالي لا أخافُ عذاب يوم ... تضيق به الحناجر والصدور؟

  ٢٤ - وأترك كل ذنب خوف نار ... بخالقها أعوذُ وأستجير

  ٢٥ - ولي فيهِ تَعَالَى حُسْنُ ظَن ... وذنبي عند رحمته يسير؛

  ٢٦ - تعالى عن عظيم الشكر قدراً؛ ... فَما مِقدارُ مَا يَثني الشكور؟

  ٢٧ - وقُدَّسَ عَن وَزِيرٍ أو مُعين، ... فلا وزَرٌ لَدَيهِ، وَلاَ وَزِيرُ؛

  ٢٨ - إله الخلق؛ عفواً أنت أدرى ... بما أبدي، وما يُخفي الضمير؛

  ٢٩ - عصيت وثبت من ذَنْبي؛ وإنّي ... إلى الغفران محتاج فقير؛

  ٣٠ - فإن تَغْفِرْ ففضلاً، أو تُعاقب ... فَعَدلاً، أيّها العَدْلُ القديرُ؛

  ٣١ - وحسن الظن فيك يدلُّ أَنِّي ... إلى إحسانك الضافي أصير؛

  ٣٢ - وصل على شفيع الخلق طرا ... إذا ما الخلق ضمهم النشور؛

  ٣٣ - وعترته الهداة الغُر حقا ... جميعاً؛ ما تعاقبت الدهور


(١٥) رويدك: تمهل.

(١٩) في هامش «ف» تعليق نصه: تلين لفرط قسوته الصخور» في نسخة ثالثة.

(٢٧) الوزر: الملجأ، والوزير: المعاون.

(٣١) الضافي: الواسع.