هل يغتر بالدنيا لبيب؟
  ١٣ - وكم شادوا قصوراً عاليات؛ ... فهل وسعتهم إلا القبور؟
  ١٤ - فَهَل يغتر بالدنيا لبيب؟ ... وهل يصبو إلى الدنيا بصير؟
  ١٥ - رويدك رب جبار عنيد ... له قلب غداة غدٍ كسير؛
  ١٦ - ومفتقر له جاه صغير ... وقدر عند خالقه كبير؛
  ١٧ - ورب مؤمل أملاً طويلا ... تخرم دونه العُمرُ القصير؛
  ١٨ - فوا أسفا.! وهل يشفي غليلي، ... وينقع غلتي الدمعُ الغزير؟
  ١٩ - ومن لي بالدموع؛ ولي فؤاد ... تلين - ولم يكن قط - الصخور؟
  ٢٠ - وكم خلف الستورِ جَنَيتُ ذنباً ... ورب العرش مطلع خبير ..
  ٢١ - وما تغني الستور، ولَيْس يَخْفى ... عليه ما تواريه الستور
  ٢٢ - الام الإغترار بمَنْ إليه ... لعمري كل كائنة تصير ..؟
  ٢٣ - ومالي لا أخافُ عذاب يوم ... تضيق به الحناجر والصدور؟
  ٢٤ - وأترك كل ذنب خوف نار ... بخالقها أعوذُ وأستجير
  ٢٥ - ولي فيهِ تَعَالَى حُسْنُ ظَن ... وذنبي عند رحمته يسير؛
  ٢٦ - تعالى عن عظيم الشكر قدراً؛ ... فَما مِقدارُ مَا يَثني الشكور؟
  ٢٧ - وقُدَّسَ عَن وَزِيرٍ أو مُعين، ... فلا وزَرٌ لَدَيهِ، وَلاَ وَزِيرُ؛
  ٢٨ - إله الخلق؛ عفواً أنت أدرى ... بما أبدي، وما يُخفي الضمير؛
  ٢٩ - عصيت وثبت من ذَنْبي؛ وإنّي ... إلى الغفران محتاج فقير؛
  ٣٠ - فإن تَغْفِرْ ففضلاً، أو تُعاقب ... فَعَدلاً، أيّها العَدْلُ القديرُ؛
  ٣١ - وحسن الظن فيك يدلُّ أَنِّي ... إلى إحسانك الضافي أصير؛
  ٣٢ - وصل على شفيع الخلق طرا ... إذا ما الخلق ضمهم النشور؛
  ٣٣ - وعترته الهداة الغُر حقا ... جميعاً؛ ما تعاقبت الدهور
(١٥) رويدك: تمهل.
(١٩) في هامش «ف» تعليق نصه: تلين لفرط قسوته الصخور» في نسخة ثالثة.
(٢٧) الوزر: الملجأ، والوزير: المعاون.
(٣١) الضافي: الواسع.