[الأدلة على إسلام أبي طالب]
  وروى ابن عمر أن أبا بكر جاء بأبيه أبي قحافة يوم الفتح إلى رسول الله ÷ وأسلم، فقال ÷: «ألا تركت الشيخ فأتيته» وكان أعمى، فقال أبو بكر: أردت أن يأجره الله تعالى، والذي بعثك بالحق لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك، فقال ÷: صدقت، صدقت.
  وروى(١) أبو الحسن(٢) علي بن مهدي الطبري(٣)، قال: روي أن النبي ÷ لما دعا أبا طالب إلى الإسلام، قال له: ما أشد تصديقنا لحديثك، وأقبلنا لنصحك، وهؤلاء بنو أبيك قد اجتمعوا وأنا كأحدهم، وأسرعهم والله إلى ماتحب فامض
= علينا»، وضحك ÷ حتى بدت نواجذه، ثم قال: «لله در أبي طالب لو كان حياً لقرت عيناه من ينشدنا قوله؟» فقال علي #: كأنك تريد قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... وهم عنده في رحمة وفواضل
فقال ÷: «أجل».
(١) في (ب): روى أبو الحسين عن علي بن مهدي الطبري، وهو غير صحيح.
(٢) أمالي أبي طالب: ٣٥٨.
(٣) علي بن محمد بن مهدي الطبري، أبو الحسن، ويقال: علي بن مهدي الطبري نسبة إلى جده، أحد الرواة عن الإمام الناصر لحق الحسن بن علي الأطروش #، عالماً متكلماً فقيهاً مفسراً مصنفاً حافظاً لأيام العرب وأشعارها، روى عنه السيد أبو طالب كثيراً في الأشعار، صحب أبا الحسن الأشعري مدة بالبصرة.