[الأدلة على إسلام أبي طالب]
  لما أمرت به، فإني والله تابعك(١) ماحييت، ولا أسلمك حتى يتم أمرك، وأما أنت ياعلي فما بك رغبة عن الدخول فيما دعاك إليه ابن عمك، وإنك لأحق(٢) من وازره، وأنا من ورائكما حافظ، ومانع، فسر النبي ÷ بذلك وشد(٣) أبو طالب أزره، وقبل ظهره، وأنشأ:
  وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلون للأوثان قبل محمد
  وقال:
  ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبياً(٤) كموسى خط في أول الكتب
  أليس أبونا هاشم شد أزره ... وأوصى نبيه بالطعان وبالضرب
  وروى الطبري(٥) أيضاً أن رؤساء قريش لما رأوا ذب أبي طالب عن النبي ÷ اجتمعوا إليه، وقالوا: جئناك بفتى قريش جمالاً وجوداً وشهامة: عمارة بن الوليد، ندفعه إليك يكون نصره وميراثه لك، وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا، فنقتله، قال أبو طالب: والله ما أنصفتموني تعطوني ابنكم فأغذوه،
(١) في (ب): مانعك.
(٢) في (ب): أحق.
(٣) في (ب): وأنشد أبو طالب يرحمه الله.
(٤) في (ب): رسولاً.
(٥) المراد به: أبو الحسن علي بن مهدي الطبري السالف الذكر، ذكره في أمالي أبي طالب: ٣٥٩.