تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الأدلة على إسلام أبي طالب]

صفحة 114 - الجزء 1

  لما أمرت به، فإني والله تابعك⁣(⁣١) ماحييت، ولا أسلمك حتى يتم أمرك، وأما أنت ياعلي فما بك رغبة عن الدخول فيما دعاك إليه ابن عمك، وإنك لأحق⁣(⁣٢) من وازره، وأنا من ورائكما حافظ، ومانع، فسر النبي ÷ بذلك وشد⁣(⁣٣) أبو طالب أزره، وقبل ظهره، وأنشأ:

  وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلون للأوثان قبل محمد

  وقال:

  ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبياً⁣(⁣٤) كموسى خط في أول الكتب

  أليس أبونا هاشم شد أزره ... وأوصى نبيه بالطعان وبالضرب

  وروى الطبري⁣(⁣٥) أيضاً أن رؤساء قريش لما رأوا ذب أبي طالب عن النبي ÷ اجتمعوا إليه، وقالوا: جئناك بفتى قريش جمالاً وجوداً وشهامة: عمارة بن الوليد، ندفعه إليك يكون نصره وميراثه لك، وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا، فنقتله، قال أبو طالب: والله ما أنصفتموني تعطوني ابنكم فأغذوه،


(١) في (ب): مانعك.

(٢) في (ب): أحق.

(٣) في (ب): وأنشد أبو طالب يرحمه الله.

(٤) في (ب): رسولاً.

(٥) المراد به: أبو الحسن علي بن مهدي الطبري السالف الذكر، ذكره في أمالي أبي طالب: ٣٥٩.