تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[قصة أبي العتاهية وحاضر صاحب عيسى بن زيد #]

صفحة 137 - الجزء 1

  وأطالب بعيسى بن زيد بن رسول الله، فإن دللت عليه فقتل لقيت الله بدمه⁣(⁣١)، وكان رسول الله خصمي فيه وإلا قتلت، فأنا أولى بالحيرة منك، وأنت ترى احتسابي وصبري.

  فقلت: يكفيك والله وأطرقت خجلاً منه.

  فقال: لاأجمع عليك التوبيخ والمنع اسمع⁣(⁣٢) البيتين فاحفظهما وأعادهما علي مراراً حتى حفظتهما، ثم دعي به وبي، فلما قمنا.

  قلت: من أنت أعزك الله.

  قال: أنا حاضر صاحب عيسى بن زيد فأدخلنا⁣(⁣٣) على المهدي، فلما وقف⁣(⁣٤) بين يديه.

  قال: أين عيسى بن زيد⁣(⁣٥).


(١) في (ب): يوم القيامة.

(٢) في (ب): احفظ البيتين، وأعادهما.

(٣) في (ب): فبلغنا.

(٤) في (ب): وقفنا.

(٥) عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، أبو محمد مؤتم الأشبال ولد سنة (١٢٠ هـ) تقريباً، وسمي مؤتم الأشبال لأنه لما انصرف من وقعة باخمرى عرضت للناس لبوة معها أشبالها فمنعت الناس الطريق، فأخذ سيفه ودرقته وبرز لها فقتلها، فقال بعض خدمه: يا سيدي أيتمت أشبالها؟

قال: نعم أنا مؤتم الأشبال، شهد مع النفس الزكية معركته إلى أن قتل، وشهد مع أخيه ابراهيم باحمرى وكان حامل رايته إلى أن قتل، ثم استخفى، وبايعته الشيعة سراً بالإمامة (١٥٦ هـ) بالعراق وهو ابن ثلاثين سنة، وقد خالطه الشيب وجاءته البيعة من الأهواز وواسط ومكة والمدينة وتهامة وبلغ دعاته إلى مصر والشام، وكان أعلم أهل زمانه وأورعهم وأسخاهم وأشجعهم، وخافته العباسية خوفاً شديداً، =