[قصة أبي العتاهية وحاضر صاحب عيسى بن زيد #]
  فقال: مايدريني أين عيسى بن زيد طلبته وأخفته فهرب منك في البلاد وأخذتني فحبستني، فمن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس.
  فقال له: فأين كان متوارياً، ومتى آخر عهدك به، وعند من لقيته؟
  فقال: مالقيته مذ توارى، ولا أعرف له خبراً.
  فقال: والله لتدلني عليه أو لأضربن عنقك الساعة.
  قال: اصنع مابدا لك أنا أدلك على ابن رسول الله لتقتله وألقى الله ورسوله وهما يطالبانني بدمه، والله لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه رحمة الله ورضوانه عليه.
  فقال: اضربوا عنقه، فقدم فضربت عنقه.
  ثم دعاني، فقال: أتقول الشعر أو لألحقنك به.
  فقلت: بل أقول الشعر.
  فقال: أطلقوه.
  قال محمد بن القاسم بن مهروية: والبيتان اللذان سمعهما من حاضر | في شعره الآن.
  وروى السيد أبو طالب(١) | بإسناده، قال: كان إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن يقاتل بباخمرا فسمع رجلاً من الزيدية، وقد ضرب رجلاً من القوم على رأسه
= وبذل أبوجعفر المنصور وابنه المهدي الأموال الجليلة في طلبه، وبذل المهدي الأمان فقال #: «والله لئن يبيتن ليلة واحدة خائفاً مني أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس»، وتوفي # في أيام إختفائه شهيداً بالسم في أيام المهدي العباسي في ٣ من شهر شعبان سنة (١٦٦ هـ) وعمره (٤٥) سنة، وصلى عليه الحسن بن صالح.
(١) أمالي أبي طالب: ١٢٢.