تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[قصة أبي العتاهية وحاضر صاحب عيسى بن زيد #]

صفحة 138 - الجزء 1

  فقال: مايدريني أين عيسى بن زيد طلبته وأخفته فهرب منك في البلاد وأخذتني فحبستني، فمن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس.

  فقال له: فأين كان متوارياً، ومتى آخر عهدك به، وعند من لقيته؟

  فقال: مالقيته مذ توارى، ولا أعرف له خبراً.

  فقال: والله لتدلني عليه أو لأضربن عنقك الساعة.

  قال: اصنع مابدا لك أنا أدلك على ابن رسول الله لتقتله وألقى الله ورسوله وهما يطالبانني بدمه، والله لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه رحمة الله ورضوانه عليه.

  فقال: اضربوا عنقه، فقدم فضربت عنقه.

  ثم دعاني، فقال: أتقول الشعر أو لألحقنك به.

  فقلت: بل أقول الشعر.

  فقال: أطلقوه.

  قال محمد بن القاسم بن مهروية: والبيتان اللذان سمعهما من حاضر | في شعره الآن.

  وروى السيد أبو طالب⁣(⁣١) | بإسناده، قال: كان إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن يقاتل بباخمرا فسمع رجلاً من الزيدية، وقد ضرب رجلاً من القوم على رأسه


= وبذل أبوجعفر المنصور وابنه المهدي الأموال الجليلة في طلبه، وبذل المهدي الأمان فقال #: «والله لئن يبيتن ليلة واحدة خائفاً مني أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس»، وتوفي # في أيام إختفائه شهيداً بالسم في أيام المهدي العباسي في ٣ من شهر شعبان سنة (١٦٦ هـ) وعمره (٤٥) سنة، وصلى عليه الحسن بن صالح.

(١) أمالي أبي طالب: ١٢٢.