تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[قصة أبي العتاهية وحاضر صاحب عيسى بن زيد #]

صفحة 139 - الجزء 1

  وقال: خذها إليك وأنا الغلام الحداد، فقال إبراهيم: لم قلت أنا الغلام الحداد، قل: أنا الغلام العلوي، فإن إبراهيم صلى⁣(⁣١) الله عليه يقول: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} فأنتم منا ونحن منكم لكم مالنا وعليكم ماعلينا.

  وروى السيد أبو طالب⁣(⁣٢) # بإسناده أن جماعة جاءوا إلى شعبة يسألونه عن إبراهيم، فقال شعبة: تسألوني عن إبراهيم والقيام معه تسألوني عن أمر قام به إبراهيم بن رسول الله، والله لهو عندي⁣(⁣٣) بدر الصغرى.

  وروى السيد أبو طالب بإسناده عن علي بن موسى الرضى⁣(⁣٤)، عن آبائه $، عن رسول الله ÷ قال: «ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة:


(١) في (ب): عليه الصلاة والسلام قال.

(٢) أمالي أبي طالب: ١٢٢.

(٣) في (ب): غزوة بدر.

(٤) الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين عليهم صلوات رب العالمين أبو الحسن، ولد # سنة (١٥٣ هـ) بالمدينة، كان نسيج وحده ووحيد عصره علماً وفضلاً وكمالاً، بايعه بنو هاشم وأجمع أهل البيت $ على إمامته، وبايعه أيضاً المأمون وأولاده وأمراؤه وجنوده وقواده، وأعطى المأمون الناس عطاء واسعاً للبيعة، وكانت بيعة المأمون للرضا لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، وضرب المأمون اسم الرضا على السكة والطراز وجعل له في الخطبة موضعاً، والرضى أحد أئمة الإمامية فقد أجمع الناس جميعاً على إمامته أهل البيت وبنو العباس والإمامية وغيرهم، ولم يزل المأمون يعرف حق علي بن موسى ويدين بفضله ظاهراً حتى دس إليه السم فقتله سنة (٢٠٣ هـ) وله من العمر (٥٥) سنة، وهو صاحب الصحيفة المعروفة (بصحيفة علي بن موسى الرضى).