حرف التاء (ت)
  الرأس «ويشعل في الحرب» بالجبل وكانون النار «المصنوع من النحاس» كأنّه بحر من الذهب.
  ثم إنّ التشبيه على أنواع: أحدها: التشبيه المطلق، وهو الذي ذكرت فيه أداة التّشبيه وهي في اللسان العربي: الكاف، وكأنّ، ومثل، ونحو ذلك وفي الفارسية: چون «مثل» «ومانند» «مثل» و «گوئي» «كأنك تقول» وما أشبه ذلك. مثال التشبيه المطلق:
  عيناك قاهرة كالنار وجودك جار كالماء ... وطبعك صاف كالنسيم وحلمك ثابت كالطين (الأرض)
  الثاني: تشبيه مشروط بأنّ يكون شيء يشبه شيئا آخر ومتوقّف على شرط مثاله: إنّي اسمّي قامتك الجميلة سروا ولكن بشرط أن يكون للسّرو غنج ودلال. حينما تخطرون في الحديقة لا يبلغ الورد إلى مستوى رائحتكم ولكن السّرو يستطيع مصارعة قامتكم لو كان غير مقيّد.
  الثالث: التشبيه بالعكس: وهو أن يشبّه شيء بشيء في وصف.
  ثم يعود فيشبّه المشبّه به في صفة بالمشبّه مثاله:
  لقد أضاء سطح الأرض من لمعان الحديد في حوافر خيله حتى بدت كالفلك.
  وصار الفلك من غبار جيشه كالأرض مملوءا بالعجاج. مثال آخر:
  كرة الأرض من بهاء طلعتك تسامي الفلك في سمّوه ... والفلك الدوار من غبار حصانك اتخذ الأرض شعارا
  الرابع: تشبيه الإضمار وهو إيراد شيئين يمكن التشبيه بهما دون ذكر التشبيه، ثم ذكر ألفاظ تجعل السامع يظنّ أنّ المراد هو شيء آخر. وهنا يقع الإيهام والغموض بأنّ المراد هو التشبيه.
  ومثاله: إن تحركي سالفك فسأملأ الدنيا هياجا.
  أجل: فالمجنون يزيد هيجانه إذا حرّك أحد قيوده.
  الخامس: التشبيه بالكناية. أي أن يشبّه شيء بشيء دون ذكر اسمه صراحة، يعني يكنّى عن المشبّه به ولا ذكر للمشبّه أو المشبّه به في الكلام، ولكنه يفهم من السّياق، ومثاله: نزلت من النرجس (قطرات) من اللؤلؤ وسقّت الورد وهزّت العنّاب بحبات من البرد الذي يبهج النفس (الروح).
  السادس: تشبيه التفضيل وهو أن يشبّه شيئا بآخر ثم يرجع عن ذلك فيشبّه المشبّه به بالمشبّه مع تفضيل المشبّه ومثاله: أنت كالقمر ولكن أي قمر إنّه متكلّم. أنت كالسّرو ولكن سرو مغناج.
  السابع: تشبيه التّسوية: أن يشبّه شيء بشيء آخر يساويه في الصفة انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: إنّ تشبيه التسوية حسب ما هو مشهور هو أن يعمد الشاعر إلى صفة من صفاته صفة مماثلة من أوصاف محبوبه فيشبههما بشيء آخر. وأمّا الطريق غير المشهور فهو أن يشبّه الشاعر شيئين بشيء واحد(١). ومثال هذين النوعين في بيت من الشعر العربي وهما:
(١) بدان كه در جامع الصنائع گويد جملة تشبيهات بر دو نوع است يكى مرعى كه مشبه ومشبه به هر دو أز أعيان يعنى از موجودات باشند چون تشبيه زلف بشب ولب بشكر دوم غير مرعي كه مشبه به از موجودات نباشد فاما امكان وجود دارد چون تشبيه گرز به كوه مبين ومشعل آتش به دريائى زرين. ونيز تشبيه هفت نوعست يكى تشبيه مطلق يعنى آنكه در وى حرف تشبيه آرد وآن در عربي كاف وكأنّ ومثل ونحو ومانند آن ودر فارسي چون ومانند وگوئي ومشابه آن مثاله بيت.
چشم تو قاهر چو نار جود تو سائل چو آب ... طبع تو صافي چو باد حلم تو ثابت چو طين
دوم تشبيه مشروط كه چيزى را به چيزى مانند كند وموقوف بر شرط دارد مثاله شعر.
سرو خوانم قد زيباى ترا ... ليك اگر در سرو رعنائى بود