الشوكاني والهبل وقصة المجموع:
  الأعراض المصونة من أكابر الصحابة ومشى على طريقته تلامذته ورأيت بخط السيد يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم المذكور قبله؛ أن صاحب الترجمة تواطأ هو وتلامذته على حذف أبواب من مجموع زيد بن علي وهو ما فيه ذكر الرفع والضم والتأمين، ونحو ذلك ثم جعلوا نسخاً وبثوها في النّاس؛ وهذا أمر عظيم وجناية كبيرة، وفي ذلك دلالة على مزيد الجهل، وفرط التعصب، وهذه النسخ التي بتوها في الناس موجودة الآن؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله» انتهى كلام الشوكاني ص - ٣٣٠ - البدر الطالع - جـ - ٢ -
  ولا أريد أن أشكك في كلام الإمام الشوكاني من أن السيد يحيى بن الحسين بن المؤيد أستاذ الثالوث المذكور كان يتظاهر بالرفض، ولا أجادله في ذلك، إذ لا علم لي به، كما أنه قد ورد فيما نقل إلينا من أشعار الهبل، والمخلافي، بعض ما أشار إليه الإمام الشوكاني، ونقل إلينا أيضاً أن المخلافي نفسه اعتدل ورجع عن «جاروديته»، بل وذلك هو ما دفعني إلى حذف الأبيات التي فيها ثلب للأعراض المصونة. ولكن الشوكاني، لم يذكر أين قرأ الكلام الذي نسبه إلى العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم وهو كلام خطير، وتهمة تشكك في أهم مرجع للزيدية؛ وهو «مجموع زيد بن علي» #؛ ومخطوطاته المتداولة كثيرة، وقد طبع مرتين أحدثها طبعة «المؤيد» في خمسة مجلّدات وعليها شرح القاضي الحسين بن أحمد السياغي (١١٨٠ - ٢٢٢١ هـ) والذي سماه «الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير، وقد ترجم الشوكاني للسياغي في البدر الطالع: جـ - ١ - ص - ٢١٤ - وقال: «هو رفيقي في بعض مسموعاتي على شيوخي» ثم قال: «وقرأ مجموع الإمام زيد بن علي على القاضي العلامة يحيى السّحولي، وعلى آخرين وبرع في هذه المعارف كلّها وفاق وصار من أعيان علماء العصر المفيدين في عدة فنون» «مع ذهن قوي، وفهم صحيح، وإدراك جيد، وسمت حَسَن، ورصانة عقل، ومتانة دين». ثم قال «وهو الآن يشرح مجموع الإمام زيد بن علي شرحاً حافلاً وبيني وبينه مكاتبات ومشاعرات ومباحثات في عدة مسائل».
  وعدت «إلى الروض النضير» لأرى ماذا سيقوله «السياغي» ترب الشوكاني