تهنئة المتوكل؛
  ٢٨ - ما زلت سيفاً لدين الله منصلتاً؛ ... إذا تقلده الإسلام ينتصر؛
  ٢٩ - كم معشر نقضوا ميثاقهم، وبغوا، ... أذقتَهُمْ غِب ما خانوا وما غَدَرُوا؛
  ٣٠ - جاؤا لحربك من خوف ومن حذر؛ ... كذا على الأسد خوفاً تقدم الحمر!
  ٣١ - قتلت حاضرهم ضرباً، وغائبهم ... خوفاً، فسيَّان، إن غابوا وإِنْ حَضَروا؛
  ٣٢ - أصْلَيتَهُمْ جمرات من سيوفك لا ... تبقي على أحد منهم، ولا تذر.!
  ٣٣ - نغصت في هذه الدنيا معيشتهم؛ ... ومستقرهم مِن بَعْدِها سَقَرُ؛
  ٣٤ - فروا حذاراً؛ وهل يثنيكَ وَيْلَهُم ... فرارهم عنك؟ أَوْ يُعْنِيهِمُ الْحَذَرُ؟
  ٣٥ - شردتهم في الفَلَا حَتَّى لو اعترضت ... لهم جهنم في نيرانها عبروا ..!
  ٣٦ - ودوا - وحاشاك - أن ترضى ومن لهم؛ ... أن يجعلوا لكَ ما صَلَّوا، وما نَحَروا؟
  ٣٧ - وهَكَذَا لَم تَزَلْ فِي كُلِّ مَلْحَمَةٍ ... غراء يُسعدك الإقبال والظفر!
  ٣٨ - حتى أضاء مُحيَّا الدين مُبْتَلِجاً، ... وزال عن مقلتيه السوء والضَّرَر؛
  ٣٩ - يا ناثر الدر؛ إن وافاه مُمتَدح، ... ومن لتاج عَلاهُ تُنْظَمُ الدَّرَرُ؛
  ٤٠ - قد حبر الناس فيك المدح واجتهدوا، ... وعنك قصر ما قالوا، وما شعروا!
  ٤١ - وقد مدحت بأي الذكرِ مُحكمة؛ ... فما عسى قدرُ مَا تَأْتِي بِهِ الفِكر!؟
  ٤٢ - هيهات أن يَدعي حصراً لِفَضْلِكَ مَنْ ... قد كان يعْجِرُهُ مِنْ وَصفِكَ العشر!
  ٤٣ - فلا تكلفهم ما لا يُطاق، وعُذْ ... بفضل صفحك، واعذر؛ إِنَّهُمْ بَشر!
  ٤٤ - وانعم بمقدم عيد النحر؛ يا ملكاً ... يخاف سطوته الصمصامة الذكرُ؛
  ٤٥ - وافى يجرّر أذيال السرور لكي ... يفوز مِنكَ ببر ليسَ يَنْحَصِرُ؛
  ٤٦ - واحمد إلاهك واشكرهُ فَقَدْ وعَدَ ... العبادَ مِنْهُ مَزِيدَ الْفَضْلِ إِنَّ شكروا؛
  ٤٧ - واستجلها بنت فكرٍ لا يُقاس بها؛ ... يكاد يخجل منها المندَل العَطرُ ..
(٣٣) نغص: كدّر. وسقر: جهنم.
(٣٨) المبتلج: الوضاء المشرق.
(٤٠) في «ف»: «ما قالوا وما ذكروا». وحبّر: حسن وزين.
(٤٧) في «ن»: «يكاد يخجل منه (والمندل: العود الطيب الرائحة.