في ركاب البحتري وأبي تمام
  ٤٧ - نسج العجاج عليه درعاً سابغاً ... عن فضها باعُ الأسنة يقصر؛
  ٤٨ - لولا امتثال الأمر في إرهابهم ... لكفاه ما نسج العجاج الأكدر؛
  ٤٩ - يَعلُوهُ مَلْكَ ما أَهم بغاية ... للمجد إلا نَالَ ما يتعذر،
  ٥٠ - لله أَحمد؛ كم على، ومكارم ... تعزى إليه، وكم معال تبهر!
  ٥١ - ملك إذا ركب الجواد حسبته ... بدراً، له متن السحاب» مسخر!
  ٥٢ - وكأنما أخلاقه لجليسه ... من وَرْدِ روضات المحامد تعصر،
  ٥٣ - مَنْ ذا سواه له المحامد تُنتَقَى ... وتحاك أبرادُ الثَّنا، وتُحبَّر.؟
  ٥٤ - يا أيها الملك الذي عزماته، ... وصفاته في كلّ أَرضِ تُذكَرُ؛
  ٥٥ - وافيت هذي الأَرضَ تُحيي ميتها، ... ولنور دين الله فيها تُطْهِرُ
  ٥٦ - ومنحتها نظر الشفيق؛ فجئتها ... تحيي مآثر سالفيك وتَعْمُرُ،
  ٥٧ - فأشدت من آثارهم ما شيدوا، ... وَلَمَا ابتدأت من المكارم أكثر،
  ٥٨ - حتى لَقَد حَسدت رُبَاها «مكة» ... واشتاق قربكَ خَيْفُها و «المشعر»،
  ٥٩ - فاستجلها عذراء يطوي نشرها ... «طيَّا»، ويقصر عن مداها «بحتر»
  ٦٠ - لَمْ أذكر «الفتح بن خاقان»، ولا ... قد عاقني عن بَحْرِ جُودِكَ «جعفر»
  ٦١ - لا زلت والدهر العصي مطاوع، ... والملك ريان المعاطف أخضر؛
  ٦٢ - والشمس لم تكسف لأمر فادح، ... أنَّى وحظك في السعادة أوفر؟
  ٦٣ - لكنها استحيت فأطفَت نُورها ... لَمَّا رَأَتْكَ ونور وجهك أنور؛
  ٦٤ - أو أنها هويت جوادكَ فاعْتَدَتْ ... تهوي إليه وهي نعل أحمر.!
(٤٧) العجاج: الغبار.
(٥٩) يشير إلى «أبي تمام» «الطائي» وله قصيدة على نفس الروي مدح بها المعتصم ومطلعها:
رقت حواشي الدهر فهي تمرمر ... وغدا الثرى في حليه يتكسر
والى «البحتري» وقصيدته على نفس الروي مشهورة في مدح المتوكل ومطلعها
أخفى هوى لك في الضلوع وأظهر ... وألام في كمد عليل وأعذر.
(٦١) الريان: الناعم من كل شيء.