ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

في ركاب البحتري وأبي تمام

صفحة 205 - الجزء 1

  ٣٠ - جُزْتَ السَّباسِبَ خَلْفَهم فتركتها ... والمسك أدنى ريحها، والعنبر،

  ٣١ - وفتحت قهراً من معاقل أرضهم ... ما كان يعجز عنده الإسكندر،

  ٣٢ - وغدًا يُصَفَّدُ كل ليث منهم، ... ويُباع بالنَّزْرِ الغَزالُ الأَعْفَرُ؛

  ٣٣ - في موقف لِلنَّقع فيه غَمامَةٌ؛ ... نار المنايا تحتها تتسعر؛

  ٣٤ - سلت به مثل النجوم صوارم ... تركت رداء النقع وهو مُشَهرُ،

  ٣٥ - بيض تُسَود كل منتصر بها؛ ... ما لم يكن لجميل صنعك يكفر؛

  ٣٦ - من كُل مشحوذ الجوانب لم يَزَلْ ... مذ كنتَ مِن عَلَقِ الأعادي يقطرُ،

  ٣٧ - والسمر تخطر للقا؛ فقدودها ... تزهى ارتياحاً، والأسنة تزهر،

  ٣٨ - من كل مطرور السنان طعينه ... لا ينثنى؛ وكسيره لا يُجبر،

  ٣٩ - ما زلت تسقيها دماء رقابهم ... فلذاك تثمر بالرؤوس وتبذر!

  ٤٠ - والخيل تمشي في الحديد معدةً، ... وعيونها شزراً إليهم تنظرُ

  ٤١ - لم يُدر حين تكر في آثارهم؛ ... أهي السهام أم الجياد الضمر؟

  ٤٢ - يُطلِعْنَ مِن غُرَرٍ لَهُنَّ أَهِلَّةً ... ينجاب من إشراقهن العثيرُ

  ٤٣ - من كل معروف الأصول تَخَالُه ... كالسيل من أعلى الذرى يتحدر،

  ٤٤ - وإذا جرى البرق اليماني خلفَهُ ... أبصرته بغباره يتعثر

  ٤٥ - وإذا سعى مَعَهُ الحيا متصوباً ... ألفيته من خلفه يتكسر؛

  ٤٦ - تهوي لهاديه القنا فيردها ... نفس لَهُ لِلْغيظ منهم يزفر،


(٣٠) السباسب. المفازات.

(٣٢) يصفّد: يكبّل بالأصفاد والقيود. والأعفر: نوع من الظبا.

(٣٥) تسود: تجعله سيداً.

(٣٦) العلق: الدم.

(٣٨) مطرور السنان: مشحود محدد.

(٤٠) العين الشزراء: المحمرة من الغضب

(٤٢) الغرّة: بياض في جبهة الفرس. والعثير. الغبار.

(٤٥) متصوباً: منصباً من صاب المطر: انصب ونزل

(٤٦) الهادي هنا: العنق