في ركاب البحتري وأبي تمام
  ٣٠ - جُزْتَ السَّباسِبَ خَلْفَهم فتركتها ... والمسك أدنى ريحها، والعنبر،
  ٣١ - وفتحت قهراً من معاقل أرضهم ... ما كان يعجز عنده الإسكندر،
  ٣٢ - وغدًا يُصَفَّدُ كل ليث منهم، ... ويُباع بالنَّزْرِ الغَزالُ الأَعْفَرُ؛
  ٣٣ - في موقف لِلنَّقع فيه غَمامَةٌ؛ ... نار المنايا تحتها تتسعر؛
  ٣٤ - سلت به مثل النجوم صوارم ... تركت رداء النقع وهو مُشَهرُ،
  ٣٥ - بيض تُسَود كل منتصر بها؛ ... ما لم يكن لجميل صنعك يكفر؛
  ٣٦ - من كُل مشحوذ الجوانب لم يَزَلْ ... مذ كنتَ مِن عَلَقِ الأعادي يقطرُ،
  ٣٧ - والسمر تخطر للقا؛ فقدودها ... تزهى ارتياحاً، والأسنة تزهر،
  ٣٨ - من كل مطرور السنان طعينه ... لا ينثنى؛ وكسيره لا يُجبر،
  ٣٩ - ما زلت تسقيها دماء رقابهم ... فلذاك تثمر بالرؤوس وتبذر!
  ٤٠ - والخيل تمشي في الحديد معدةً، ... وعيونها شزراً إليهم تنظرُ
  ٤١ - لم يُدر حين تكر في آثارهم؛ ... أهي السهام أم الجياد الضمر؟
  ٤٢ - يُطلِعْنَ مِن غُرَرٍ لَهُنَّ أَهِلَّةً ... ينجاب من إشراقهن العثيرُ
  ٤٣ - من كل معروف الأصول تَخَالُه ... كالسيل من أعلى الذرى يتحدر،
  ٤٤ - وإذا جرى البرق اليماني خلفَهُ ... أبصرته بغباره يتعثر
  ٤٥ - وإذا سعى مَعَهُ الحيا متصوباً ... ألفيته من خلفه يتكسر؛
  ٤٦ - تهوي لهاديه القنا فيردها ... نفس لَهُ لِلْغيظ منهم يزفر،
(٣٠) السباسب. المفازات.
(٣٢) يصفّد: يكبّل بالأصفاد والقيود. والأعفر: نوع من الظبا.
(٣٥) تسود: تجعله سيداً.
(٣٦) العلق: الدم.
(٣٨) مطرور السنان: مشحود محدد.
(٤٠) العين الشزراء: المحمرة من الغضب
(٤٢) الغرّة: بياض في جبهة الفرس. والعثير. الغبار.
(٤٥) متصوباً: منصباً من صاب المطر: انصب ونزل
(٤٦) الهادي هنا: العنق