أقسمت لولا أياديه
أقسمت لولا أياديه
  وقال رضوان الله عليه يمدحه أيضاً ويهنّيه بعيد الفطر سنة خمس وسبعين وألف (١٠٧٥ هـ) وأرسلها إليه من «صنعاء» إلى المخيم المنصور بالجوف:
  ١ - عيد، ثغور الأماني فيه تبتسم ... وموسم؛ كل أجرٍ فيه يُعْتَنَم؛
  ٢ - عادت بعزّ وإقبال عوائده ... لِمَنْ تُقَصر عن أوصافه الكلم؛
  ٣ - مَلْكَ بَنَى غُرف العليا، وشيّدها ... على دعائم عزّ ليسَ تَنْهَدِمُ،
  ٤ - يَعْفُو فتبتسم الأرجاء ضاحكة، ... وترجف الأرض خوفاً حين ينْتَقِمُ،
  ٥ - له سيوف حداد أَكْلُها أبداً، ... وشربها مُهَجٌ مَفريةٌ، ودَمُ؛
  ٦ - بيض إذا فارقت أجفانها لوغى ... فإنّما القدر الماضي لَها حُلُمُ!
  ٧ - أقسمت لولا أياديه، وعزمته ... ما كَانَ في الأَرض لا سَيف ولا قلم،
  ٨ كم موقف خاص أحشاء الحروب به؛ ... وموجها بدم الأبطالِ يَلْتطم؛
  ٩ - وكم أعاد أبادتهم صوارمُهُ ... قتلاً، ولو أسلموا طَوْعاً لَهُ سَلِموا،
  ١٠ - ما زال يقتلهم في كلِّ مَعْرَكَةٍ ... تشيب مِنْ هَولِها الأصداغ واللمم،
  ١١ - إذ ظل يدعو أخاه كل ذي رحم: ... إليك عني؛ فليست بيننا رَحِم؛
  ١٢ - أقراهم ماضيات الحد تفعل في ... موائد الحرب ما لا يفعلُ النّهم،
(١) في «ف»: «كل برفيه مغتنم». والموسم: العيد. ومجتمع الناس
(٥) مفرية: من فرى يفري: شق وقطع.
(١٠) الصدغ: ما بين الأذن والعين وهما صدغان: والشعر المتدلي منهما. واللمة: ما تشعث من الشعر، وما تجاوز شحمة الأذن.
(١٢) النهم: الشره إلى الأكل وإفراط الشهوة فيه.